لا شكّ أن معركة جرود عرسال التي خاضها حزب الله بالتنسيق مع المؤسسة العسكرية أفضت إلى نتائج إيجابية على مستويات عدة، وبغض النظر عن الأسباب والغايات والأهداف التي أرداها حزب الله وراء هذه المعركة والتي قد نخالفه فيها الرأي، إلا أن هذه المعركة بتداعياتها المحلية تركت آثارها الإيجابية التي تمثلت أولًا بتحرير جرود عرسال من الجماعات الارهابية المسلحة، الأمر الذي سيؤدي الى مزيد من الهدوء والإطمئان والإستقرار الأمني في المنطقة المحيطة وعلى مساحات واسعة في الداخل اللبناني، وثانيًا ما تركته هذه المعركة من أثر إيجابي آخر بسحب فتيل الإتهامات لاهالي عرسال بدعم هذه الجماعات وإيوائها وسحب فتيل التحريض الطائفي والمذهبي ضد المنطقة، وثالثًا فإن الإلتفاف الشعبي حول المؤسسة العسكرية والمقاومة  شكل نموذجا إيجابيا في تشكيل رأي عام لبناني ضد الإرهاب وفي تأييد تلك العمليات التي اعتبرت تحريرا للأراضي اللبنانية من الارهاب الذي ضرب وبطش على مدى أربع سنوات.

إقرأ أيضًا: جرود عرسال وأسئلة المرحلة
ومع انتهاء العمليات العسكرية وبدء جولة مفاوضات للتوصل إلى الحل النهائي فإن التحدي الأكبر هو العمل على ترسيخ الأمن والإستقرار في المنطقة وخصوصًا في عرسال ومحيطها، وتجنيب البلدة دوامة الإبتزاز التي رُميت به على مدى سنوات، وكذلك العمل على تجنيب البلدة اللعب على الحسابات السياسية والحزبية في هذه المرحلة بالذات وتأمين الحد الأدنى من الإستقرار السياسي والأمني و الإجتماعي في البلدة.
لقد تراكمت على عرسال طوال الفترة الماضية تحديات كبيرة أعباء كثيرة ومنها عبء النزوح السوري وعبء غياب الدولة، وخطر الجماعات المسلحة، وتباينات الصراع السياسي الداخلي. 
ولذا فإن التحدي الأكبر اليوم أمام حزب الله والدولة والمؤسسة العسكرية يتمثل في أن تعود عرسال ومحيطها إلى حضن الدولة وإلى محل الرعاية والإهتمام في مختلف الأصعدة سياسيًا وأمنيًا وإجتماعيًا وإنمائيًا وبذلك يتم المحافظة على الإنتصار الذي تحقق على الإرهاب.