عطفا على المقالة السابقة والتي حاولت فيها ان اوصّف اسباب عدم اكتراث المواطن العادي لما تقوم به هيئة التنسيق النقابية من اضرابات والمفروض ان الهدف منها هو الضغط على هذه الحكومة لاقرار ما يرونه حقا لهم والتي لم تؤت اكلها حتى اللحظة بل على العكس  , فان لا مبالاة الحكومة ورئيسها والتخوف المتزايد عند الاهالي من ضياع السنة الدراسية على ابنائهم الطلاب سيحوّل من هيئة التنسيق جلادا بدل ان تكون هي الضحية , ويعود ذلك فضلا على ما جاء في المقالة الاولى هو ضياع البوصلة عند هذه الهيئة وبالتالي ضياع مفاتيح الضغط الحقيقية وآليات الضغط الحقيقية وهذا ناتج اما عن جهل عند القيمين على الاضرابات واما عن حالة من الجبن بأخذ القرار , لان الجميع في لبنان يعرف ومن خلال الظروف الموضوعية التي رافقت ولادة هذه الحكومة انها غير معنيه البتة بالشأن المعيشي والحياتي للمواطن اللبناني وانها حكومة سياسية بامتياز جاءت بقرار سياسي ولهدف سياسي ووظيفة سياسية وقد خُلقت بقرار سياسي محدد فرضه حزب الله على كل اللبنانيين بمنطق القوة , وبالتالي فالحزب وحده من يملك مفاتيح القرار فيها وعندها وان الحزب هو من يملك قرار " صمودها " المعجزة رغم كل الاخفاقات والفشل حتى باتت تعرف بأنها افشل حكومة بالتاريخ .. من هنا فان الضغط على حكومة سياسية لا يكون بأدوات نقابية بحتة كما هو حاصل الان ,ولا تحت المراكز الادارية , ولا بتعطيل مرافق عامة , لذا فان كانت هيئة التنسيق جادة في مطالبها وتريد حقا اقرار السلسلة تلك فما عليها الا ان تتوجه مباشرة الى اقصر الطرق المؤدية الى ذلك والكف عن كل هذا الهرج والمرج واللف والدوران في حلقة مفرغة لم تجن منها البلاد الا الزيادة في دائرة بؤس المواطنين وبدون ان يشكل اي عامل ضغط ولو بسيط على اصحاب القرار الحقيقين في هذه الحكومة , لان ذلك لن يكون الا بالتوجه والاضراب في حارة حريك والى قلب مركز القرار المتواجد في الضاحية الجنوبية لبيروت , او على الاقل التهديد بالتوجه الى هناك , هذا اذا كانت هيئة التنسيق جادة في حراكها والا فان كل ما ستجنيه من هذه الاضرابات  سيُختصر على تخريج خطباء جدد يعاني البلد فائضا منهم , وانا اعتبر ان كلامي هذا بمثابة " بوصلة " فعالة اقدمها كهدية للمعلمين في عيدهم , فهي اكثر ما يحتاجونها هذه الايام , لان هيئتهم اضاعت البوصلة .