لم نسمع صوت أحد من بقايا الحراك المدني. مئات الناشطين وآلاف المناصرين وعشرات آلاف المخادعين. كلّهم لا تحرّكهم مقالة لكاتب قرّر أن يتحوّل إلى خنجر وسيف يهدّد بالقتل كل من يخالف تعاليم الولي الفقيه وأوامر حزبه، حزب الله، في لبنان.
 
لا اعتصامات مثل تلك التي تنظّم لرصد مخالفة بناء على شاطىء الرملة البيضا، أو لمناصرة ناشط شتم رئيس الجمهورية فاستدعاه مكتب مكافحة الجرائم الإلكترونية.
 
لا تظاهرت للمطالبة بصيانة حرية الرأي وحماية حرية التعبير ومنع تهديد الأمن القومي والاجتماعي وتوقيف المخلين بالأمن السياسي والمهدّدين بالقتل والمطالبين بالإعدام بسبب الاختلاف في وجهات النظر.
بلا طول سيرة، صفحة "طلعت ريحتكم" مشغولة بالوقوف في وجه الضرائب. 1 % في TVA أكثر خطورة على المستقبل من مقالة ابراهيم الأمين ونهجه.
 
هل تريدون بلاداً حيث البيئة مُصانة والطبابة والتعليم مجانيان؟ هل تريدون بلاداً فيها اكتفاء ذاتي؟ بلاد تشبه سوريا حافظ الأسد؟
 
هذا ما ستجنونه، إذا استمرّيتم في اللحاق بأجندات مطلبية وفقط مطلبية، وتغاضيتم عن الذين يهدّدون بتحويل لبنان إلى بلد الرأي الواحد، حيث تسود شرعية "القتل على الهوية السياسية".
 
أين الحراك المدني؟
 
أين القوى الحيّة؟
 
أين المجتمع المدني؟