أورام إذا استحالت خبيثة لن يسلم من شرها أحد، وفي الطليعة ثلاثية الشعب والجيش والمقاومة
 

إذا تمكن حزب الله من اقتلاع شوكة جبهة النّصرة من الخاصرة اللبنانية بفترة زمنية قصيرة، فسيكون لهذا الحدث مردوداً إيجابياً على الجميع، فلم تكن جبهة النّصرة وغيرها من المنظمات "الجهادية" في يوم من الأيام نصيراً أو ظهيراً للثورة السورية السلمية، فطبيعتها الإرهابية لا تسمح لها بقيادة شعب يتوق للحرية والديمقراطية والخلاص من حكم الفرد والعائلة والطائفة ،حكم الاستبداد والطغيان، فإذا ذهبت غداً جبهة النصرة إلى غير رجعة فخيرٌ وبركة للجميع.

إقرأ أيضا : معارك جرود عرسال تحقق شبه إجماع وطني فما السبب؟
 وهو إيجابي للجيش اللبناني، إذ تمكن من عدم الوقوع في أتون الحرب السورية، والتي يبدو أنّها ستلتهم الأطراف المشاركين بها الواحد تلو الآخر. وهو إيجابي بالطبع لصورة حزب الله (بطل الموقعة بمساندة الجميع)، في حال كانت نواياه الفعلية سلامة الحدود الشرقية الشمالية للبنان، ودحر الإرهابيّين والتكفيريين عن حدوده، وإذا كان إبعادهُ القسري عن حدود فلسطين الجنوبية (من قبل حليفه الروسي وعدوه الأميركي) تجعل قيادته أكثر حكمةً وواقعية (مع ما يلزم من الحنكة والدهاء) في النأي بالنفس عن ميدان الأزمة السورية الطاحنة، بعد أن تشابكت المصالح والاطماع الدولية والإقليمية على أرض هذا البلد المنكوب، وباتت سوريا في حكم المقسّمة والمجزّأة والمتنازع عليها بين الدولتين العظميين (روسيا وأميركا)، والدولتين -العظميين الإقليميّتين  (إيران وتركيا)، دون أن ننسى العدو الإسرائيلي الذي يُضمر الشّرّ للجميع، وأقصى أمانيه استمرار النزاعات العربية الدموية، وتدمير بلدانها، وتهجير شعوبها وافقارها وإذلالها لعقود طويلة قادمة.

إقرأ أيضا : درس في البديهيات: دا دولة... ميم ميليشيا.. حا حزب الله
أمّا الشعب اللبناني، فلربما يرتاح من ورم إضافي كان قابعاً في جرود عرسال، لينصرف بعدها لمعالجة الأورام الداخلية، قبل أن تتحول إلى أورام خبيثة يصعب استئصالها، وهي لا تُعدُّ ولا تُحصى، وفي طليعتها الوضع الاقتصادي السّيء ، وما ينتظره اللبنانيون من ضرائب، في ظلّ استمرار الفساد واهتراء الإدارة العامة، وهموم الطبقة السياسية الفاسدة والتي تستعد لتجديد شبابها في الانتخابات المقبلة، أورام إذا استحالت خبيثة لن يسلم من شرها أحد، وفي الطليعة ثلاثية الشعب والجيش والمقاومة.