حزب الله الذي أسسته إيران تحول بعد ال 2006 إلى حامي لحدود الدولة الصهيونية
 

مسجد الأقصى يستصرخ الضمير العالمي ويستغيث بالمسلمين المنتشرين في كافة أرجاء المعمورة ويستنجد بالعرب الذين يعيشون على امتداد الوطن العربي من المحيط إلى الخليج. 
فهذا هو حال أولى القبلتين وثالث الحرمين  أما حال الضمير العالمي فقد غاب منذ زمن ليس بالقصير بعد أن أودعته قوى الإستكبار والإستعمار والإستحمار والإستغلال ومنظومة المصالح الدولية في أدراج مجلس الأمن الدولي وبين أروقة الأمم المتحدة. 
وأما المسلمون فقد تحرروا من عقدة عبادة الإله الواحد والإنتماء لخاتم الأنبياء والإحتكام إلى كتاب الله والإيمان باليوم الآخر. 
لقد تمزقوا أشتاتا وقطعانا ولكل قطيع إله يقوده بقوة رسل من العيون تراقب حركاتهم وسكناتهم حفظا لدستور كتبت صفحاته بالدماء والدموع وصونا لعدالة أقيمت بحد السيف كبديل عن عدالة السماء.
 إذ أن التنعم بمباهج الدنيا وزخرفها أقرب للسعادة من حسابات يوم الآخرة المشكوك بصحتها لكنهم مع ذلك لم ينسوا من الإسلام حف الشوارب وترك اللحى والسبحات الطويلة والثوب القصير والعمائم بألوانها البيضاء والسوداء والخضراء. 

إقرأ أيضا : الإحتلال يواصل قمع المقدسيين ويرفض إزالة البوابات الأمنية
وأما حال العرب فحدث ولا حرج  فالحديث يطول ويطول ولم يثنيهم عن الإهتمام بالأقصى سوى انشغالهم ببعضهم بحروب دامية. 
فبعد رحيل الزعيم جمال عبد الناصر في ظروف لا تزال غامضة  وقيل يومها أنها سكتة قلبية. 
جنحت مصر السادات للسلم بعدما بدا أن إسرائيل جنحت له فخاضت ما عرف بحرب تشرين 1973 بغض نظر دولي وتحديدا أميركي كمحرك لعملية السلام مع إسرائيل. 
وبالفعل بدأت مصر وإسرائيل بعد هذه الحرب رحلة شاقة من المفاوضات أفضت إلى إتفاقيات كامب دايفيد التي أعادت إلى مصر سيناء التي خسرتها في حرب حزيران 1967 وذلك كثمن لخروج مصر من مسيرة الصراع العربي الإسرائيلي. 
أما الفلسطينيون الذين اختاروا العمل الفدائي كطريق للتحرير فقد تأطروا ضمن تنظيمات وأحزاب متنافرة وغالبا متناحرة فيما بينها  وانتهى بهم إجتهادهم للانقلاب على النظام الملكي في الأردن ليسهل عليهم إستعادة فلسطين من أيدي الغزاة الصهاينة لكن الملك الأردني كان أسرع منهم فسحقهم ودمر منظوماتهم العسكرية وفر من نجا منهم هاربا إلى لبنان الذي وجدوا فيه بيئة حاضنة لقضيتهم وتعاطفا معهم. لكنهم أيضا أخطأوا الطريق إلى فلسطين فتراءى لهم أنه يمر بجونية فخاضوا مع اللبنانيين وفيما بينهم ومع السوريين حروبا عبثية إلى أن تم ترحيلهم من لبنان إلى تونس كمحطة أولى ومن ثم تابعوا السير إلى غزة والضفة الغربية وأقاموا ما ارتضوا به ما يشبه الدويلة تحت الإحتلال الإسرائيلي. 

إقرأ أيضا : دبلوماسيون إيرانيون يتلقون من دبي تأشيرات دخول للسعودية
نظام البعث السوري وجد في هضبة الجولان التي خسرها أيضا في حرب حزيران عقبة كأداء تحول دون وصوله إلى فلسطين لتحريرها فانحرفت قواته العسكرية نحو لبنان واحتلته على مدى ثلاثة عقود نشطت خلالها أجهزته الأمنية والعسكرية لتحرير البلدين سوريا ولبنان من شعبيهما فخاضت الحروب وحاكت المؤامرات إلى  أن إنتهى بها الحال الى خروج مذموم ومدحور من لبنان. 
أما الشق الآخر من البعث في العراق فانشغل لثماني سنوات بحرب ضد الجمهورية الإسلامية الإيرانية التي كانت لا تزال فتية  وخرج من هذه الحرب بمنظومة عسكرية هائلة شكلت مصدر تهديد دائم لدول الجوار في الخليج واغرته باحتلال الكويت. الأمر الذي اعتبره المجتمع الدولي تهديدا للسلم العالمي وذريعة لإنشاء تحالف دولي بزعامة أميركية ومشاركة إسلامية وعربية واسعة تولت إخراج الجيش العراقي من الكويت وأنزلت به هزيمة منكرة وتابعت فلوله إلى داخل العراق ولم تخرج إلا بعد أن دمرت كافة البنى السياسية والعسكرية والأمنية والاقتصادية والاجتماعية وأمرت بإعدام رئيسه وتركته ساحة مفتوحة لكل الطامعين بثرواته النفطية والمائية وسلمته أخيرا لإيران كجائزة ترضية لمشاركتها في الحرب إلى جانبها وفاقت كلفة تحرير الكويت مداخيل النفط الخليجية لأكثر من عشر سنوات. 

إقرأ أيضا : تحديد مكان وجود العسكريين المخطوفين لدى داعش؟
حزب الله الذي تم تأسيسه برعاية إيرانية ورفع المقاومة الإسلامية ورفع شعار تحرير القدس فإنه بعد حرب تموز 2006 التزم بالقرار الدولي الذي حظر الأعمال الحربية بين لبنان وإسرائيل وأقام خط حماية للحدود الشمالية للدولة الصهيونية فاضطر للانخراط في الحروب المشتعلة في المنطقة تنفيذا للأوامر الإيرانية. 
إلى أن أطل الربيع العربي زائرا معظم الدول العربية فتكفل بتمزيق وتفتيت وتشتيت ما تبقى من مقومات صمود للأمة العربية حيث نشطت أعمال الجماعات الإرهابية والتكفيرية قتلا وذبحا واغتصابا وتخريبا. 
هذا حال العرب والمسلمين والعالم،  فعذرا يا أقصى فكلهم عنك مشغولون،  فلك الله ولك رب يحميك.