بعيدًا عن التوقيت، والتوظيفات السياسية ومن دون الدخول في المزايدات الوطنية وغير الوطنية وبخطوة صغيرة إلى الوراء قليلًا من أجل الإبتعاد عن ضجيج البروبوغندا المجنونة التي تضرب البلاد طولًا وعرضًا حتى أن صليلها ارتفع أكثر من أصوات المدافع والقذائف في جرود عرسال. 
تعالوا نحاول أن نوصّف الامور كما هي، وبموضوعية ومن دون مسبوقات لا ذاتية ولا مسقطة علينا لمآرب شتى. 

إقرأ أيضًا: جرود عرسال في حقيبة سعد الحريري إلى أميركا
في جرود عرسال ومنذ سنوات تمترس المجرم جمال حسين زينية المعروف بأبو مالك التلي، ومعه مجموعة من المهربين والقتلة والفارين من وجه العدالة (وهذا معروف عند أهالي المنطقة)، وشكلوا عصابة لتهريب المخدرات، والسلاح، وشغلهم الشاغل الذي لا يجيدون غيره هو اختطاف الناس للمطالبة بفدية من أجل  كسب ثروات وصلت إلى ملايين الدولارات.
في المقابل يوجد حزب الله، الحزب ذو الإمتدادات الخارجية، والإمكانيات القتالية العالية، وصاحب مشروع اقليمي يمتد إلى طهران مرورًا بالعراق ووصولًا إلى أعالي صنعاء، الحزب الذي قارع العدو الصهيوني ومرغ أنفه مع آخرين بتراب الجنوب، والحزب الذي يخبرنا كل يوم عن وقوفه في وجه المشروع الأميركي الامبريالي بالمنطة، ويشكل قلقًا دائمًا للكيان الصهيوني المرتعب من قوته الصاروخية، وصاحب شعار الموت لأميركا والموت لإسرائيل وأخيرًا الموت لآل سعود. 

إقرأ أيضًا: جميل السيد ,,, والمسخرة
هذا الحزب الضخم بكل ما يحمل من تاريخ وحاضر، ها هو الآن  في مواجهة مباشرة  مع قاطع طريق إسمه أبو مالك التلي، ويريد إعلام هذا الحزب أن  يقنعنا بأن الإنتصار على هذا المجرم الصغير هو واحدة من انتصاراته الكبرى!! 
صحيح أن القضاء على مجرمي الجرود هو محل ترحيب عند الجميع، وكنت لأتفهم مثلا، لو أن قوات نوح زعيتر كُلفت هي بالقضاء على هذا المجرم الصغير وعلى طريقة المافيات، فتكون حينئذ المعركة متكافئة من حيث الموازين، أو أن يكلف مكتب مكافحة المخدرات بهذه المهمة، أما أن يترك حزب الله عشرات القواعد الأميركية المقامة حديثًا في سوريا والعودة للتمدد العسكري الأميركي في المنطقة بدون أن يطلق عليها رصاصة واحدة، وأن يُطرد الحزب من جبهة الجنوب السوري المتاخمة للعدو الصهيوني بإتفاق أميركي مع "الحليف "روسي"، ويتحول سقف قتاله مع مجموعة من قطاع الطرق،واللصوص، وأن يحلّ أبو مالك التلي محل أميركا وإسرائيل، فهذا لعمري هو إساءة للحزب قبل غيره.