بما أنّنا عربٌ في الأصل والنسب، ولبنانيون في الموطن والولاء، ومسلمون في العقيدة والدين، وشيعةٌ في الإمامة والمذهب، يحُقُّ لنا أن نرثي بالدمعة والحسرة شهداء حزب الله في عرسال، رغم الاختلاف العميق والبيّن في دواعي وأسباب انخراط الحزب في أتون هذه الحرب المستمرة منذ عدّة سنوات. أمّا وأنّ قادة الحزب (وعلى رأسهم رجال دين وفقه) باتوا يحكمون في دمائنا وأموالنا وأرواحنا، ولهم الأمر من قبلُ ومن بعد، فلا حول ولا قوة إلاّ بالله العظيم، نرجو الرحمة والمغفرة للشهداء ، والهدي والرشاد لأولي الأمر، عسى أن يكونوا في سدادٍ من أمرهم، وعلى بيّنةٍ من ربّهم، وعسى أن يكون مُخالفوهم حادوا عن جادّة الصواب، وابتلاهم ربّهم بالضلالة والغواية، مع سؤال المولى عزّوجلّ لهم الهداية والمغفرة.

إقرأ أيضًا: بالصور والأسماء: سقوط 12 عنصرًا من حزب الله منذ إنطلاق معارك جرود عرسال
يبقى أنّ لبنان غارقٌ هذه الأيام ،من شماله إلى جنوبه، باحتفالات الغناء والرقص والموسيقى والشعر، وشملت تلك الإحتفالات مدينة الشمس في بعلبك، ومدينة أليسار في صور، معقل الشيعة ومحلّ فخرهم واعتزازهم ، إلاّ أنّ ما يحزُّ في النفس ويقمطُ القلب، ويدعو للعجب والاستهجان أن تكتسي صور، وعلى مدار الأسبوعين القادمين بالانوار والاضواء ، وأجواء المرح والبهجة، في حين تتّشح معظم البلدات الشيعية بالسّواد، ألا تستحقّ أمهات الشهداء وذويهم بعض العزاء، والتّبريك إذا أمكن.