أظهرت دراسات جديدة أن الحصول على ليلة نوم كاملة أمر بالغ الأهمية، ليس فقط للشعور بالرضا في اليوم التالي، بل لوجود أدلة متزايدة على أن ذلك قد يحمي أيضا من الخرف.

ووفقا لأبحاث جديدة قدمت الثلاثاء في المؤتمر الدولي لرابطة الزهايمر في لندن، ونشرتها صحيفة واشنطن بوست، وترجمتها "عربي21"، فقد وجدت ثلاث دراسات قام بها باحثون من كلية ويتون الأمريكية صلات كبيرة بين اضطرابات التنفس التي تقطع النوم، وتراكم المؤشرات الحيوية لمرض الزهايمر.

وقال الباحثون إن معالجة المشاكل التي تمنع مرور الهواء في القنوات الهوائية، يمكن أن تساعد في تقليل خطر الخرف أو بطء تقدمه.

اقرأ أيضا: ارتفاع عدد الوفيات المرتبطة بمرض الزهايمر

ووفقا لجمعية الزهايمر فإن توقف التنفس الانسدادي أثناء النوم يصيب حوالي ثلاثة من كل عشرة رجال، وواحدة من بين كل خمس نساء.

ويحدث الانسداد عندما يغلق مجرى الهواء العلوي كليا أو جزئيا بينما تستمر جهود التنفس، ويمكن أن يستيقظ شخص 50 أو 60 مرة في الليل، ويقطع مراحل النوم اللازمة لليلة مريحة، وغالبا ما يبدأ هذا في منتصف العمر، أي قبل ظهور علامات سريرية لمرض الزهايمر.

وفي دراسة على 516 من البالغين الذين يعانون من صعوبة التنفس أثناء النوم، وتبلغ أعمارهم بين 71 إلى 78 سنة، وجد أن لديهم زيادة أكبر في رواسب مادة "بيتا اميلويد" وهي أحد علامات مرض الزهايمر.

ووجدت دراسة ثانية أن انقطاع النفس أثناء النوم الانسدادي كان مرتبطا بزيادة في تراكم "الأميلويد" لدى كبار السن الذين يعانون من ضعف إدراكي خفيف.

وبينما تم توثيق العلاقة بين انقطاع النفس أثناء النوم والخرف في الماضي، تعتبر هذه الدراسة الأولى التي تربط بين اضطراب النوم والمؤشرات الحيوية المرتبطة عادة بمرض الزهايمر.

ومع ملاحظة أن الأبحاث السابقة وجدت أن الدماغ يزيل رواسب" الأميلويد" أثناء النوم، يفترض الباحثون أن انقطاع النفس قد يعوق هذه العملية، وأثناء النوم يكون الدماغ لديه الوقت لغسل كل السموم التي تراكمت طوال اليوم، وأن استمرار توقف النوم قد يعطيها وقتا أقل للقيام بذلك.

اقرأ أيضا: أخيرا.. العلماء يكتشفون سر حصولك على نوم أفضل (صور)

وقال الباحثون إن هناك زيادة فورية في تراكم "الأميلويد"، إذا استمر اضطراب النوم لمدة أسبوعين، وهذا ما يعني خطر الإصابة بالزهايمر.

وأشار الباحثون إلى أن الحرمان المتكرر من الأكسجين إلى الدماغ الذي يحدث أثناء انقطاع النفس؛ قد يسهم أيضا في تراكم "الأميلويد"، حيث ينظم الأكسجين إنزيما يلعب دورا في خلق "الأميلويد".

ولكن الباحثون أشاروا إلى أنه ليس من الواضح بعد ما إذا كان الناس الذين يعانون من مستويات مبكرة جدا من مرض الزهايمر يعانون من مشاكل في النوم، أو ما إذا كان الناس الذين يعانون من مشاكل في النوم هم أكثر عرضة لتطور مرض الزهايمر.