المباحثات تجري في إحدى العواصم الأوروبية، وهناك رغبة في التوصل إلى اتفاق قبيل جولة أستانة الثامنة التي ستعقد في الشهر المقبل
 

تبدي روسيا والولايات المتحدة حرصا على الحفاظ على اتفاق وقف إطلاق النار في جنوب سوريا مع تمديده ليشمل مناطق ساخنة أخرى، رغم الاعتراضات المسجلة من أكثر من طرف.

وكشفت مصادر سورية مطلعة أن مفاوضين روسا وأميركيين يجرون محادثات بشأن التوصل على اتفاق جديد بشأن وقف إطلاق النار في ريف حمص والغوطة الشرقية على تخوم دمشق ربما يقع الإعلان عنه في أغسطس المقبل.

وأوضحت المصادر أن المباحثات تجري في إحدى العواصم الأوروبية، وهناك رغبة في التوصل إلى اتفاق قبيل جولة أستانة الثامنة التي ستعقد في 14 و15 من الشهر المقبل.

وتتقاطع هذه المعلومات مع تصريحات لوزارة الخارجية الأميركية الثلاثاء، حول انعقاد محادثات بين دبلوماسيين كبيرين من الولايات المتحدة وروسيا تمحورت “حول مجالات الاهتمام المشترك” دون أن توضحها.وقالت الوزارة إن هذه المباحثات التي جرت الاثنين وتحديدا بين توماس شانون وكيل وزارة الخارجية الأميركية وسيرجي ريابكوف نائب وزير الخارجية الروسي كانت “صعبة واتسمت بالصراحة والتأني وعكست التزام الطرفين بالتوصل إلى حل”.

ويعتقد مراقبون أن المباحثات تركزت بالأساس على الهدنة الجديدة في ريف حمص والغوطة بسوريا خاصة وأن نائب وزير الخارجية الروسي ريابكوف أعلن الثلاثاء إمكانية عقد لقاء روسي أميركي حول الأمر.

ويبدو أن الروس والأميركيين حريصون على إضفاء جو من الغموض على هذه المحادثات، والتي يتوقع أن تكون أصعب من تلك التي جرت في العاصمة الأردنية عمّان بشأن هدنة الجنوب.

وسبق أن لمح الرئيس الأميركي دونالد ترامب، خلال مؤتمر صحافي مشترك مع الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، إلى أن روسيا والولايات المتحدة تعملان على إعلان هدنة ثانية في سوريا التي ستضم مناطق تمر بأوضاع معقدة في البلاد.

وكان اتفاق لوقف إطلاق النار في جنوب غرب سوريا قد دخل حيز التنفيذ في وقت سابق من الشهر الجاري. وتم التوصل إليه برعاية أميركية روسية أردنية، ويشمل محافظات درعا والقنيطرة والسويداء.

ويرى مراقبون أن التوصل إلى هدنة في ريف حمص والغوطة، في حال أن تحقق سيكون إنجازا مهما جدا، بالنظر إلى التعقيدات الموجودة في المنطقتين. ففي محافظة حمص تشكل إيران وميليشياتها الطرف الأقوى هناك وبالتالي من الصعوبة بمكان تجاوزها، ونفس الشيء بالنسبة إلى العاصمة دمشق.

وتحرص الولايات المتحدة على تحجيم النفوذ الإيراني في سوريا، وترى أن اتفاقات وقف إطلاق النار مع الجانب الروسي قد تؤتي أكلها في هذا الصدد، بيد أن السؤال الذي يطرح نفسه كيف ستتعاطى روسيا مع طهران وهي محسوبة على محورها في سوريا.

وتخشى أطراف ومنها إسرائيل أن يكون التأثير عكسيا بمعنى أن تقنع روسيا إدارة ترامب بوجوب إشراك إيران في الاتفاق الجديد لإنجاحه، وربما يكون هذا سبب استعصاء المباحثات الأخيرة بين الطرفين.

ويقول خبراء إن هذا الأمر قد يكون خلف تراجع إسرائيل عن دعم اتفاق وقف إطلاق النار في الجنوب.