بدأ فصل الصيف، بالتزامن مع وعود بموسم سياحي مزدهر، ولكن ولكن المؤشرات حتى الان لا توحي بأن الوعود كانت في محلها، وقد انخفض منسوب التفاؤل والايجابية لدى التجار. ما هو واقع الاسواق اليوم؟ وهل هناك تحسّن في الحركة مع بدء الموسم السياحي؟
 

في جولة على الاسواق اللبنانية يُلاحظ ان المحلات والمتاجر بدأت تخفيضات وخصومات كبيرة لجذب الزبائن. هذه التخفيضات المبكرة تؤكد ان وضع الاسواق ليس مريحا، ولا يحمل الكثير من الايجابية. وقد اضطر عدد من المحال الى الاقفال النهائي، في ظل الجو السلبي السائد.

رئيس جمعية تجار الأشرفية أنطوان عيد أوضح لـ»الجمهورية» أن «الحركة مقارنة مع الاشهر القليلة الماضية حملت بعض التحسن، وذلك مع قدوم المغتربين بما أدّى الى تحرك السياحة في المنطقة».

تابع: «ولكن اذا اردنا مقارنة صيف هذه السنة بصيف العام الماضي، لا يزال يوجد فرق في الحركة، حيث لايزال حالنا أقل من السنة الماضية، ونأمل ان ترتفع حركة البيع في الايام المقبلة».

في منطقة الحمرا، الاجواء غير مشجعة حيث اشار رئيس جمعية التجار زهير عيتاني لـ»الجمهورية» الى ان «الاجواء ما زالت على حالها في الحمرا، لا يوجد سياحة عربية، المغتربون يأتون كل عام، ليس بشيء جديد، ولكن نفتقد الى السياحة العربية، وحتى اليوم الاجواء ما زالت غير مشجعة وغير ايجابية».

أضاف : «في الحقيقة، الاوضاع ليست جيدة جدا مقارنة بالعام الماضي، والحركة ليست جيدة. كان املنا كبيرا خلال شهر حزيران اي خلال عيد الفطر ان تكون الحركة اقوى، ولكن الاسواق شهدت انكماشا عكس ما توقعنا، اذ هناك ضعف في القدرة الشرائية لدى المواطن».

أما بالنسبة الى صيدا فانها لا تتأثر كثيرًا بحركة السياحة والسياح في لبنان حسبما لفت رئيس جمعية تجار صيدا علي شريف لـ«الجمهورية» اذ قال: «لا تتأثر صيدا كثيرا بمجيء السياح والمغتربين حيث الميزان لدينا هي القدرة الشرائية لدى المدينة والمناطق المحيطة، عكس الاسواق في المناطق الجبلية او في بيروت، اذ هم الأكثر تأثرًا بعودة المغتربين والسياح».

وأشار شريف الى ان «شهر تموز من العام الماضي 2016 كان ايضا غير مشجع، ولكن هذه السنة الحركة أضعف من العام الماضي، وحتى الآن ليس هناك اي مؤشر على ان الامور على تحسّن، خصوصا انه مع بداية العام، الوضع لم يكن جيدا، وبالتالي لن تستطيع اشهر الصيف تعويض خسارة الاشهر التي مضت، اذ ان الحركة متأثرة جدًا على الاقل في الوقت الحالي بالوضع العام».

تابع شريف :«الاجواء ليست مريحة للمواطن بشكل عام. اذا مع مرور شهر تموز بهذا الوضع لا نعلم ماذا تخبئ لنا الاشهر القادمة. خصوصا مع اقتراب شهر ايلول وموعد بدأ السنة الدراسية، مما سيؤدي ايضا الى خمول في حركة الاسواق».

في ختام حديثه، دعا شريف «الدولة اللبنانية الى ان تشعر وتتحرك، فالوضع القائم منكمش اليوم الى اقصى حدود، بالإضافة الى وجود العديد من المؤسسات التي اقفلت في شهري حزيران وتموز، بانتظار المزيد من الاقفالات مع تقدم الاشهر، لذلك نأمل ان يتم وضع حد لهذه الأزمة، واراحة البلد من جميع الاجواء السلبية سواء الاجتماعية او السياسية، بهدف خلق استثمارات وخلق فرص عمل للناس، خصوصا مع عودة اللبنانيين من دول الخارج جراء الوضع السائد في الدول العربية».

في جونية، الأجواء ايجابية على الرغم من الوضع العام، من هنا أشار رئيس جمعية تجار جونية روجيه كيروز لـ»الجمهورية» الى ان «الاجواء ايجابية بطبيعة الحال وذلك مع بدء موسم الأعراس، بالاضافة الى وجود مغتربين في البلد، وكل سنة خلال هذه الفترة أي خلال هذه الأشهرحزيران، تموز، وآب، تكون الحركة مقبولة وجيدة، ولكن المشكلة هي بتراكم الاشهر السابقة والقادمة أي في أشهر أيلول، تشرين الأول، وتشرين الثاني، والخوف هو في هذه النقطة، السنة جيدة والمحلات التي تملك اسما تجاري تعمل، ولكن المحلات الاخرى، هي التي تواجه بعض الصعوبات أكثر من غيرها».

وتعليقا على وضع الاسواق مقارنة بالعام الماضي، اشار كيروز، الى ان «من يعمل على تخفيضات، واسعار خاصة، للمحافظة على التدفق المالي لدى المؤسسة هو قادر على الاستمرار في ظل الاوضاع، طبعًا تنخفض نسبة الربح ولكن بهذه الطريقة تعمل المحلات التجارية على الاستمرار وتخطي الأزمة القائمة السياسية والاجتماعية والامنية والاقتصادية».

أضاف: «المحلات اليوم تتجاوز القواعد من خلال التخفيضت والخصومات، وذلك باعتمادها في غير وقتها المعتاد، اي من المعروف ان هذه الفترة تأتي خلال شهري شباط وآب، ولكن اصبحنا اليوم نلجأ الى التخفيضات في اوقات مبكرة».

ختم كيروز: «على الرغم من الوضع العام وجميع الامور العالقة نعمل دائمًا على اعطاء المواطن جوا ايجابيا وفسحة أمل بهدف ضمان الاستمرارية».