ما يحصل في مجتمعنا وثقافتنا لكثير من فتياتنا وشبابنا عندما يقررون أن يبنوا حياتهم الزوجية،وبعد أن يتباحثوا في أمورهم،يلجؤون إلى الإستخارة فتكون سلبية فيبقوا من دون زواج
 

لا فرق بين كذب الأقوال وكذب الأفعال في تضليل العقول، والعبث بالأهواء وخذلان الضمير والوجدان، وإستعلاء الغدر من أجل أمورٍ عفنةٍ.
إنه ثقةٌ أمينٌ ومؤتمنٌ على الدين والعرض والناس، يرتدي لباس الأمانة، لأنه لا يخون ولا يغدر،إنه يمثِّل الله على الأرض، يأتيها بسُبحته يهمهم بها،فتنطق سبحته بما سكت عنه لسانه من دعوى الأمانة، قائلاً لها:إنني إستخرت الله تعالى خيرةً، بأن أجري عقداً بيني وبينك لمدة معينة وبمهرٍ معلومٍ،وكانت الخيرة جيدة جداً، إذ أنَّ حبَّات السُبحة كانت جيدة، وهكذا علقت في شباكه كما تعلق الحشرة في بيت عنكبوتٍ مهجورٍ، وإصطادها كما يصطاد الصيَّاد طريدته، وهو يتوسَّد حُصَر الدين واللحية والسُبحة. وهل صحيح أنَّ الإستخارة ترشدنا إلى حقيقة الأمر والواقع أم لا؟ فإن قلتَ نعم، فإنك إفتريت..! هكذا ردَّ الفقيه الإيراني "علي أكبر حكمي زاده" في كتابه(أسرار ألف عام) لأنه لو كان لنا طريق مع الله سبحانه وتعالى،نعرفُ من خلاله متى يجب أن نعقد العقد،ومتى يجب أن نشتري بضاعةً،ومتى يجب بيعها، ومتى ينبغي علينا أن نفعل،ومتى ينبغي علينا تركه، أو متى نهاجم أعداء الأمة كلها،ومتى يجب أن نمسك عن المهاجمة، لاستطعنا أن نسودَ العالم دينياً وسياسياً وأمنياً وإجتماعياً وإقتصادياً، وكنا قد وفَّرنا من هزائمنا وقلَّلنا من خسائرنا في الأرواح والممتلكات، وكان بالإمكان أن يمسك الواحد منا تلك السُبحة التي كانت بيدك،ويصل إلى تلك النتيجة بسرعةٍ من دون أي خسارةٍ، بل الأفضل من ذلك أن نقوم بالإستخارة قبل الدخول في أي قرارٍ يتعلَّق بمصيرنا جميعاً، أو في أي حربٍ ومعركة لكي نكتشف بواسطتها الأمر الذي سيؤول إليها.وإن قلت بأنَّ الإستخارة لا تكشف ولا تظهر الواقع، فلماذا لجأت إليها.؟ أليس هذا خلاف الواقع والحقيقة! 

اقرا ايضا : تطوير اللطم والبكاء.....

من هنا ما يحصل في مجتمعنا وثقافتنا لكثير من فتياتنا وشبابنا عندما يقررون أن يبنوا حياتهم الزوجية،وبعد أن يتباحثوا في أمورهم،يلجؤون إلى الإستخارة بمعنى(مشاورة الله في الموضوع) فتكون الإستخارة سلبية، ويبقى الشاب والشابة عازبين إلى أجلٍ غير مسمَّى،إلى أن يتمكن الشاب من إيجاد عروس أخرى تناسبه وتناسب مقامه وأهله.ولربما بقيت الفتاة تندب حظها العاثر أو نجد آخراً قد جمع مالاً وهو يعمل لسنواتٍ من أجل جمعها لشراء أرض أو منزل يناسبه ويتناسب مع وضعه، ومع مستوى عيشه ومعيشته، فيلجأ إلى الإستخارة قبل أن يشتري الأرض أو المنزل، وتأتي إستخارته غير جيدة يعني سيئة،ويبقى بلا منزل وبلا أرض،وقد يخسر صاحبهما أيضاً المال الذي يحتاجه.
وهكذا واجهنا الأمور وجرت عليه حياتنا، وصاحبها الذي يهمهم ويتمتم يتستر على هذا الأمر بشطارته الخاصة من دون أن يرشد ويُبيِّن معنى الوفاء والأمانة.