زار الأمس الأول وزير الخارجية العماني سعيد بن علوي العاصمة الإيرانية والتقى بالرئيس الإيراني حسن روحاني ونظيره الإيراني جواد ظريف.
وبما أن سلطنة عمان تؤدي دوما دور الوسيط بين إيران والولايات المتحدة، فكان من الطبيعي جدا ان تثير تلك الزيارة انتباه الإعلاميين في إيران. 
وردا على سؤال فيما اذا كانت تلك الزيارة رسالة قال المتحدث باسم الوزارة الخارجية الإيرانية ان جميع الزيارات الرسمية الدبلوماسية تحمل رسائل وزيارة وزير الخارجية العماني تحمل رسالة، ولم يفصح قاسمي عن مضمون تلك الرسالة. 

إقرا أيضا: هل تعتمد أميركا سياسة أكثر واقعية تجاه إيران ؟

يبدو ان مضمون تلك الرسالة يتعلق بالعلاقات الإيرانية الامريكية وليس العلاقات الايرانية السعودية، لأن السعوديين لا يثقون بالعمانيين وبطبيعة الحال بالعراقيين. 
أما سلطنة عمان أدت دور الوسيط بين إيران وأمريكا في الملف النووي قبل سنوات من بدء المفاوضات النووية وكانت تلتزم بالسرية طيلة محاولتها لتقريب وجهات النظر بين البلدين. 
تلك السرية فيما بعد أثارت استياء بعض الدول العربية التي فوجئت بتهيؤ أمريكا الكامل لتوقيع الاتفاق النووي وما كانت تتمكن من فعل شيء لعرقلة الاتفاق.
هذه المرة اثارت زيارة وزير الخارجية العماني هلع المتشددين في إيران حيث انهم يترقبون ارتدادات تلك الزيارة والرسالة التي جاء بها والتي من المرجح انها تتعلق بالعلاقات الايرانية الامريكية. 
ويرى المتشددون ان زيارة الرئيس روحاني المفاجأة لمدينة مشهد شرقي ايران قبل الأمس للإجتماع بالمرشد الاعلى آية الله خامنئي الذي يقضي فترة العطلة هناك كانت مرتبطة بزيارة يوسف بن علوي.

إقرا أيضا: نصر الله يثير سخط المحافظين في إيران

 

إضافة الى ذلك ان الولايات المتحدة اعطت خلال الاسبوعين الماضيين رسائل ايجابية لإيران بالرغم من بعض الاساءات للنظام الايراني، حيث انها الغت خيار المواجهة العسكرية من لائحة خياراتها تجاه إيران. 

أما المتشددون الايرانيون فيرون أي تحسن في العلاقة مع أمريكا على حسابهم ولكنهم يعبرون عنه بانه نهاية للجمهورية الاسلامية، ويعلق الناشط المحافظ حسين مهدي تبار على تلك الزيارة بأنها مصيرية ولكنه يعتبر بان تطبيع العلاقة بين إيران والولايات المتحدة يمثل خيانة بحتة ومن المستحيل أن يسمح المرشد الأعلى به. 
وهكذا يحاول المحافظون ان يجعلوا المرشد خامنئي امام امر واقع، وبأنهم يفكرون في مصالحهم ولا مصالح الشعب.