أقرت لوكسمبورغ قانونا ينظّم استخراج الموارد الطبيعية من الأجرام الفضائية، لتكون سباقة في هذا المجال بين الدول الأوروبية. ونال هذا القانون 55 صوتا مقابل صوتين معارضين. ويدخل حيز التنفيذ في 1 آب.

وقال وزير الاقتصاد اتيان شنيدر: "أصبحت لوكسمبورغ ثاني بلد في العالم، بعد الولايات المتحدة، تحظى بهذا الإطار القانوني" الذي ينظم استغلال الموارد الطبيعية من الأجرام الفضائية. وأعرب عن سعادته بهذا القانون الذي يشجع الشركات الراغبة في دخول هذا القطاع الجديد، على الانتقال إلى بلده.  

ويتيح هذا القانون استخراج الموارد الطبيعية من الأجرام الفضائية، مثل المعادن والوقود، وحتى المياه. وسيستفاد من بعض هذه المواد على سطح الأجرام التي تستخرج منها، لبناء محطات تستخدم لإطلاق رحلات أبعد. أما المواد النادرة على الأرض، والتي تشكل أهمية كبيرة، مثل البلاتين، فستنقل مباشرة إلى الأرض.  

وبذلك، يأمل هذا البلد الأوروبي في المساهمة في تطوير قطاع "نيو سبايس" (الفضاء الجديد) لتحفيز النمو الاقتصادي وفتح آفاق جديدة في استغلال الموارد الفضائية، وفقا لمشروع القانون المقدم في 15 تشرين الثاني 2016.  

ومن الأهداف أيضا تنويع الاقتصاد في هذا البلد الذي يحقق، إلى جانب موقعه المالي المهم، تقدما في الصناعة والأبحاث. وحتى اليوم، انتقلت 4 شركات من قطاع الفضاء إلى لوكسمبورغ هي الأميركية "ديب سبايس"، "بلانيتيري ريسورسز"، "آيسبايس" اليابانية، "بلو هورايزون" والألمانية اللوكسمبورجية.  

وأصبحت الدولة نفسها شريكا في "بلانيتيري ريسورسز" بقيمة 25 مليون أورو. لكن هذا التوجه الذي تسير فيه لوكسمبورغ في استغلال الموارد الفضائية لا يبدو أنه محل إجماع. فدول أوروبية عدة لا تسير في هذا الاتجاه، وفقا لأحد العلماء الأوروبيين الذي طلب عدم الكشف عن اسمه.  

ويقول: "حين نقول إننا قد نحصل على ما نريد من موارد في المستقبل، فإننا نفتح بذلك باب الاهدار في الموارد، ونغلق مجال إعادة التدوير، لأننا سنقول إننا قادرون على الحصول على ما نشاء من موارد".  

تعتمد الحكومة في لوكسمبورغ في سياستها هذه على عدد من الخبراء، منهم المدير السابق لوكالة الفضاء الأوروبية جان جاك دوردان، وسايمن ووردن الذي كان على رأس مركز الأبحاث في وكالة الفضاء الأميركية (ناسا). كذلك، انضم إلى المشروع المصرف الأوروبي للاستثمار من خلال فريق استشاري. وستقدم ايضا وكالة الفضاء الأوروبية نصائحها من خلال جهازها المتخصص بالاستشارات المالية في مجال الابتكار.  

يبلغ عدد الأجرام الصغيرة التي يعتقد أنها تحتوي على موارد مفيدة للأرض 11 ألفا. وعززت لوكسمبورغ الحديث عن برنامجها الفضائي والترويج له. ففي نيسان الماضي، أعلن وفد اقتصادي من هذا البلد في كاليفورنيا إنشاء وكالة الفضاء اللوكسمبورجية وصندوق لتمويلها. ومن المرتقب توقيع اتفاق في تشرين الأول مع وكالة الفضاء في دولة الإمارات العربية المتحدة.  

وفي تشرين الثاني، تستقبل لوكسبمورغ الدورة الأوروبية الأولى لمؤتمر "نيو سبايس". وستكون مدعوة إلى المؤتمر الثاني حول استكشاف الفضاء في طوكيو في آذار المقبل.