هل يكون جبران باسيل سببا في التقارب بين سمير جعجع وسليمان فرنجية ؟
 


التوتر الذي يحكم العلاقات بين تيار المردة وحزب القوات اللبنانية يعتبر الشاهد الأقوى  والحي اليوم على تبعات الحرب الأهلية اللبنانية.
فهذا الإختلاف الذي تحول في فترات لاحقة إلى صراع دموي بدأ من وجهتي نظر مختلفة لتحديد شكل العلاقة مع سوريا ولم يخل في يوم من الأيام من صراع العائلات المسيحية التقليدية وتنافسها على زعامة المسيحيين في لبنان.
لا يمكن رؤية ما يحدث اليوم على أنه خلاف شخصي بين الدكتور سمير جعجع والنائب سليمان فرنجية فقط، بل هو إمتداد لصراع عائلتي الجميل وفرنجية، صراع أراد من خلاله آل الجميل عبر حزب الكتائب تقديم حزب سياسي مسيحي عابر للمناطق وكان لا بد من الإصطدام بالعائلات التقليدية.

إقرأ أيضا : بالأمثلة والأرقام: كل ما تريدون معرفته عن قانون الإنتخاب الجديد... التصويت وآلية الفرز والصوت التفضيلي
تفجر هذا الصراع لاحقا بعد دخول النظام السوري على الخط ، فتحقق إجماع مسيحي على رفض دوره ووحدهم آل فرنجية  من كان لهم رأي آخر.
فصراع العائلات والدور السوري مكونان أساسيان سيطغيان على هذه العلاقة التي ستشهد في العام 1978 مجزرة إهدن الشهيرة التي تم تصفية فيها زعيم المردة طوني فرنجية وعائلته.
إنتهت بعد سنوات لاحقة الحرب الأهلية وورث زعامة آل فرنجية نجل طوني سليمان فرنجية وثبت زعامته السياسية في المشهد السياسي اللبناني بفضل الدعم السوري وتحول إلى رقم صعب في المعادلة الشمالية بعد الإنسحاب السوري.
وبعد حادثة 14 شباط 2005، خرج سمير جعجع من السجن وتزعم حزب القوات اللبنانية، وعند كل محطة سياسية كان يجري فيها الحديث عن تقارب بين فرنجية وجعجع ، كانت تبرز للعيان ذكرى مجزرة إهدن.
لم تترك ذكريات هذه المجزرة أي فسحة أمل لتقارب حقيقي وجدي بين القوتين الأساسيتين في الشمال اللبناني، علما أن جعجع نفى مشاركته في المجزرة وهذا ما أكدته معلومات أخرى قالت أنه كان مصابا وسلم زمام الأمر لقيادي آخر ، إلا أن دوره شاء أن يبقى بحكم ذكريات الحرب طاغيا على المشهدية ككل.

إقرأ أيضا : خلاف الحريري - جنبلاط عالمكشوف... إتهامات متبادلة بالفساد والإفلاس
وما يثير الإستغراب أن العلاقة بين حزب الكتائب والمردة على ما يرام على الرغم من دور الكتائب وسيطرة آل الجميل على القوات اللبنانية حينها، ما يفتح باب التأويلات عن أسباب أخرى تعرقل محاولات التقارب، وهذه الأسباب ليست بعيدة عن دور النظام السوري والفيتو على أي محاولة تقارب مع سمير جعجع، إضافة للكراهية الموجودة على مستوى القواعد الشعبية بين الطرفين .

إقرأ أيضا : حرب صلاحيات بين عين التينة وبعبدا

 

واقع اليوم :

أما اليوم، فيبدو أن الفيتو السوري قد ضعف بعد ضعف الدور السوري في لبنان والمنطقة .
فبرزت عدة إشارات عن أمل جدي بحصول تقارب بل تحالف بين المردة والقوات.
فالطرفان ينسقان عبر لجان مشتركة على الأرض في المناطق المشتركة بينهما ما أدى إلى تخفيف التوتر بينهما من جهة وخلق وعي عام مشترك على مستوى القواعد الشعبية لتقبل فكرة التحالف لو حصلت في المستقبل.
وجاءت زيارة وزير الصحة غسان حاصباني إلى بنشعي ولقائه بالنائب فرنجية كإشارة لكسر الجمود في هذه العلاقة إضافة لملف الأشغال العامة والتواصل والتنسيق الحاصل بين النائب ستريدا جعجع ووزير الأشغال يوسف فنيانوس.
إشارة أخرى حصلت بالمصافحة والدردشة  التي تمت على هامش لقاء بعبدا بين جعجع وفرنجية والوئام الذي كان بارزا من خلالها.

إقرأ أيضا : مجلس الشيوخ يحول الصراع في لبنان إلى شيعي - مسيحي !
هذه الإشارات بالطبع ليست كافية وليست بالضرورة مؤشرات حقيقية لتحالف محتمل إلا أنها مقدمة حقيقية وجريئة لكسر الحاجز النفسي والهواجس الموجودة لدى الطرفين وستنعكس إيجابا على القواعد الشعبية.
ومن الآن حتى موعد إجراء الإنتخابات النيابية ستكون كل اﻹحتمالات مفتوحة على أي تحالف محتمل بين الطرفين  في دائرة البترون والكورة وزغرتا وبشري، خصوصا إذا تأمن خصم طموح  مشترك لدى الطرفين من طراز جبران باسيل.