صراحة انا لم اجد جوابا شافيا لسؤال  يطرح نفسه في كل مرة يسقط مقاتلا لحزب الله في الحرب السورية لم يتجاوز عمره السن القانوني ؟ واخرهم كان "المقاتل " الطفل مهدي حسان  ابو حمدان صاحب ال 16 ربيعا والذي قضى منذ ايام وتم تشييعه في  بلدته تعلبايا البقاعية .
طبعا انا لا اتبنى نظرية ان الحزب يعاني من تصحر في اعداد المقاتلين مما يدفعه الى زج هؤلاء الاطفال في معارك اقل ما يقال فيها انها من اشرس المعارك التي تخوضها جيوش متعددة وفصائل من كل حدب وصوب وبالتالي فهي تحتاج الى خبرات قتالية عالية جدا والى تدريبات رفيعة المستوى تحتاج الى سنين من الخبرة .
وفي كل مرة تشتعل صفحات التواصل الاجتماعي بين معترض ومدافع، الملفت في هذا السياق هو استحضار المدافعين والمبررين لارسال هؤلاء الاطفال الى قلب المعركة  واقعة كربلاء واسقاط تجربة القاسم بن الحسن ( ع ) بعمره الذي لم يتجاوز الرابعة عشر ومشاركته القتال الى جانب عمه الحسين (ع)  واستشهاده  في ارض المعركة .
وهنا  ( برأيي ) تكمن المصيبة الكبرى بغض النظر عن اصل شرعية المعركة المنتفي السؤال عنه في كربلاء بوجود امام معصوم والمطروح على مصراعيه في معارك اليوم، بغض النظر عن كل  هذا فان واقعة كربلاء لم تكن معركة كلاسيكية بين جيشين او جبهتين متقابلتين بل هي اقرب الى مجزرة وقعت بحق قافلة الامام الحسين واهل بيته  المتوجهة الى الكوفة وتضم فيها نساء واطفال وعجز، مما يعني ان مشاركة القاسم ( ع ) لم تأت عن سابق تصور وتصميم  وارادة من الامام بوصفه القائد العسكري، وانما فرضت كأمر واقع لا بد ولا مفر منه .
مما يعني ان وجه التشبيه منتفي بانتفاء الموضوع اصلا، يضاف الى ذلك ما يتلوه قراء العزاء دائما في مقتلة القاسم والتأكيد على تفصيل انقطاع شسع نعله اليسرى وانشغال القاسم بتسويته مما تسبب بمقتله للقول بان هذا الطفل المسكين لا  علم له بفنون الحرب والقتال ولاضفاء سمة المجزرة بحقه وبحق اهله، لا صفة المقاتل والفارس !