هل هي أفضل أيامه؟ أم أنّ الأسوأ ينتظره؟ لا يكثرث رئيس حزب الكتائب النائب سامي الجميل لكونه خارج السلطة، وأنه سيكون في الانتخابات المقبلة في مواجهة قوى سياسية قوية، يثق بأنّ إرادة التغيير كبيرة، وأنّ نصف اللبنانيين على الأقل لم يعودوا على ثقة بهذه السلطة
 

يقول الجميل «إنّ القوى المشارِكة في السلطة اتفقت على المحاصصة وإن لا مشروع ولا مبادئ ولا رؤية تجمعها، وإن لا علاقة لها بمستقبل البلد».

ويضيف: «للأسف وصلنا الى مرحلةٍ أصبح فيها الطرف الداعم للنظام السوري ولسلاح «حزب الله» مُمسكاً بالقرار اللبناني، وأحد أسباب النتيجة التي وصلنا اليها السعي الى السلطة والحسابات الشخصية».

وشرح «أنّ القرار السياسي للبنان معروف بيد مَن أصبح، لقد سلبوهم القضية السيادية وتركوا لهم الملفات اليومية، فأصبحت لدينا سلطة مستسلمة في موضوع السيادة، وفاشلة في معالجة الملفات اليومية، إنها سلطة الاستسلام والفشل».

ورداً على سؤال هل إنّ نزع سلاح «حزب الله» يمكن أن يؤدّي الى حرب أهلية؟ قال: «ليس المطلوب نزع سلاح «حزب الله» بالقوة والوصول الى حرب أهلية، لكن، غير مقبول عدم الصمود والتنازل عن القرار اللبناني، كان المطلوب وما زال الصمود وليس الانتحار».

عن قضية عرسال، قال الجميل: «مشكلتي ليست مع الجيش بل مع القرار السياسي الذي يشوّه صورة الجيش، مثلاً مشهد مليتا مبرمَج من السلطة لتشويه صورة الجيش، وما يحصل ليس صحّياً وليس لمصلحة الجيش الذي فيه أكفأ الضباط والجنود. وفي ما يتعلّق بوفاة الموقوفين، من الضروري التحقيق ومعرفة ظروف ما حصل من دون التشكيك بالجيش».

وأضاف: «نعمل على مشروع ورؤية لتأمين سيادة لبنان ولتحقيق الإصلاح ومكافحة الفساد، وليس صحيحاً أنّ المعارضة لم تنجح، فقد حققت نتائج كبيرة في ملفّين أساسيَّين: الضرائب وبواخر الكهرباء.

ففي الملف الأول أسقطنا للمرة الأولى في تاريخ لبنان قرار السلطة بلا ضربة كف، لقد أجبرنا بمعارضتنا للضرائب مَن وقّعوا الضرائب في الحكومة أن يتراجعوا عن توقيعهم في مجلس النواب، فانتقلوا من تأييد الضرائب الى إعادة النظر فيها ثمّ رفضها». وتساءل «أيّ قوى هي هذه التي تؤيّد الضرائب ثم تتراجع؟ وكم هي قويّة المعارضة التي أحبطت المشروع».

وعن رأيه في أداء وزراء «القوات اللبنانية»، قال: «كنتُ أتمنّى أن لا تدخل «القوات اللبنانية» في الحكومة، وأن تكون الى جانبنا في المعارضة، «ما بعرف قديش رح يصمدوا، حكيوا بين بعضهم آخرتنا متل الكتائب» (استقالة)، بعد كل ما جرى ويجري في الحكومة»، وأضاف: «مَن يشارك في الحكومة ولا يستطيع توقيف الصفقات، ولا يستقيل يكون هدفه السلطة وليس البلد».

عن تحالفاته الانتخابية المقبلة، قال الجميل: «نحن على تواصل مع الأحزاب والشخصيات والمجتمع المدني الذين يعارضون هذا النهج، لبنان في حاجة الى قوى جديدة والتحدّي هو أنّ نقدّم للناس رؤيةً وخياراً لا غبار عليهما، وسنخوض معركتنا الانتخابية في كل لبنان من الشمال الى الجنوب وفي كل الدوائر، بناءً على هذه الرؤية، وكل مَن يحب أن ينضمّ الينا ضمن هذا الإقتناع أهلاً وسهلاً به، وكل مَن يرفض كيف يُدار البلد بهذه الطريقة هو حليفنا، هناك احزاب وشخصيات محترَمة ومحبوبة ومجتمع مدني وقيادات شبابية وكلها مؤهّلة لتشكّل معارضةً برؤية وبرنامج».

وعن إمكان دعم اللواء أشرف ريفي في طرابلس إذا ما قرّر خوض معركة الانتخابات الفرعية قال الجميل: «كل شيء ممكن ليش لأ؟».

ويجيب الجميل بشيء من اليقين على سؤال يتعلق بمدى قدرة اللبنانيين على التغيير، فيقول: «اللبنانيون يرفضون هذا الواقع ويحلمون بالأفضل».
وإذا لم يلبّوا النداء؟ أجاب الجميل: «عندها نقبل بالأمر الواقع ونبارك لمَن اختاروا التجديد للمسؤولين عن مصائبهم، ولكن كلّي ثقة بأنّ التغييرَ آتٍ».