تمنّى الرئيس السابق العماد ميشال سليمان "لو أنّ وثيقة بعبدا تحدثّت عن التهديدات الإسرائيلية وتكون الدولة هي فعلاً من يتحدث بهذا الموضوع، لا أن يقوم أحد آخر بالتحدّث عن التهديدات". وأكّد أنّه "علينا جميعاً أن نقف ضد التهديدات الإسرائيلية، وليس هناك من مانع لذلك. لكن كان يجب أن تأخذ الدولة دورها في هذا الموضوع، لأنّ الكلام عن استقدام عشرات الألوف إلى لبنان وكأنه وضع الدولة في مكان، وكأن واجباتها كواجبات البلديات، أو كأنّها اتحاد بلديات، وان السياسة الخارجية والعلاقة مع الدول هذه لجهة أخرى من اللبنانيين".

ورأى سليمان خلال زيارته مفتي الجمهورية الشيخ عبد اللطيف دريان في دار الفتوى أنّ "الوثيقة كانت تتكلم عن تسيير المؤسسات، وهذا ليس دور اجتماعي من هذا النوع، هذا دور حكومة تجتمع لتسيير عمل المؤسسات، والمؤسسة التشريعية يتولاها النواب والمجلس النيابي. هذا الكلام أو الاجتماع لا يراعي مبدأ فصل السلطات".

وأشار سليمان إلى أنّ "الزيارة لسماحة المفتي تحمل عدّة أسباب ومناسبات، وطبعاً للتهنئة بعيد الفطر السعيد والتداول معه وشكره على مواقفه التي يتخذها والتي أعطت نتيجتها على الأرض. مواقف سماحته الاعتدال، وملاقاة الأزهر في التوجيهات العامة أظهرت فاعليتها على الأرض وخففت من حدّة التوتر بين الطوائف، من خلال الخطاب الديني المتميز الذي اصبح يسمع في لبنان".

وعن قضية النازحين السوريين، قال: "الغريب أنّ لبنان ضحّى تجاه سوريا في كلّ الاتجاهات. الشعب اللبناني ضحّى باستقباله النازحين، فهم إخوة، والبنى التحتية والإدارات والجيش اللبناني يضحّي بشبابه لمحاربة الإرهابيين الموجودين على حدود لبنان، وأيضاً الشباب اللبناني المدني حارب وقتل في سبيل الدفاع عن الشعب السوري، واستغرب عندما يقولون أنّه يجب التحدث مع سوريا لإعادة النازحين، لا أبداً، إذا كانت هذه التضحيات كلّها غير كافية حتّى تعطي سوريا أولوية للنازحين إلى لبنان يكون هنالك خطأ".

أضاف: "لدينا أجهزة موجودة، فلا لزوم لخلق أجهزة جديدة لتنسيقات جديدة، ولدينا وزراء لا أحد منعهم من أن يتحدّثوا مع بعضهم البعض، لكن هناك أجهزة القوى الأمنية ومديرون، وجهاز التنسيق بين الجيش اللبناني والجيش السوري ما زال موجوداً وهو جهاز الارتباط. إذن لا لزوم لخلق حالات جديدة. فعلى السوريين القيام بدورهم، ونحن مع الأمم المتحدة يجب أن نضغط لنعطي أولوية كذلك لوجيستية وسياسية للنازحين الموجودين في لبنان. لا أحد ضحّى مثل لبنان واللبنانيين، رغم أنّ هناك نزوحاً في كل المناطق".

سئل: يعني أن فخامتكم ضد أن يكون هناك كلام مباشر بين الحكومتين اللبنانية والسورية؟

أجاب: "الكلام المباشر غير متوقّف، يوجد كلام مباشر حاصل بين الحكومتين بشكل طبيعي، وليس بشكل افتعالي واصطناعي، وهناك تنسيق يحصل بشكل دائم ولا داعي لخلق وضع جديد في حين لبنان محيد عن هذه الصراعات. مصلحة لبنان تقول، دعوا الوضع بشكل طبيعي من دون خلق آليات جديدة او استحداث لجان او هيئات جديدة للتفاوض".