تخوّف محرر الشؤون الإسرائيلية في موقع المونيتور بين كاسبيت من ميزان القوى الإقليمي الذي سينشأ بعد سقوط داعش، أي بعد سنة أو اثنتين وفقاً للمعلومات الاستخباراتية التي حصل عليها، معتبراً أنّ هذا التطوّر يعني أنّ الجيش اللبناني سيدعم حزب الله، وأنّ إيران ستتواجد في الجولان المحتل
 

وانطلق كاسبيت في تقريره من تصريحات ضابط إسرائيلي كبير على اطلاع على مجريات "الجبهة الشمالية" حيث أكّد أنّ الأيام التي كانت ترى فيها إسرائيل مجموعات يتم تصويرها كأعداء لها تقف في مواجهة أخرى تعتبرها حليفة لها قد ولّت، وأنّ أغلبية اللاعبين باتوا أعداء وحلفاء لها في الوقت نفسه.

وفي تحليل هذه التصريحات، رأى كاسبيت أنّ الضابط الإسرائيلي كان يلمح إلى "حزب الله" وإيران وروسيا والجيش اللبناني، مشيراً إلى أنّ إسرائيل تبدي قلقاً شديداً من طريقة تعاطي الولايات المتحدة الأميركية مع الجيش اللبناني ومن مواصلتها تزويده بالسلاح بكثرة.

كاسبيت الذي نقل عن الضابط قوله إنّ الجيش اللبناني بات يتماهى إلى حدّ كبير مع "حزب الله" وتخوّفه من وصول الأسلحة التي يتزوّد بها من الأميركيين إلى أيدي "حزب الله" وإلى عناصره المنتشرة في جنوب لبنان، ذكّر بتصريحات الرئيس العماد ميشال في آذار الفائت، وذلك حين أكّد أنّ الحزب يكمّل دور الجيش.

وعليه، كشف كاسبيت أنّ تصريحات عون هذه أسعدت ضابطاً كبيراً في الجيش الإسرائيلي ودفعته إلى بعث رسالة إلى لبنان عبر قائد قوة حفظ السلام المؤقتة التابعة للأمم المتحدة، "اليونيفيل"، توجه فيها بالشكر إلى الرئيس عون.

إلى ذلك، نقل كاسبيت عن ضابط آخر في الجيش الإسرائيلي وصفه تصريحات عون بـ"الخطأ الاستراتيجي"، وتحذيره من استهداف البنى التحتية اللبنانية في المواجهة المقبلة.

توازياً، شدّد كاسبيت على أنّ إسرائيل تتخوّف من إبرام الرئيس الأميركي دونالد ترامب اتفاقاً مع الروس بشأن المرحلة التي تلي سقوط "داعش"، نظراً إلى أنّه من شأن هذه الخطوة أن تتيح للمحور الشيعي الذي يمتد من طهران إلى بيروت من اكتساب موطئ قدم في الجولان المحتل.

وتناول كاسبيت التقارير التي تحدّثت عن بناء إيران مصانع صواريخ في لبنان، موضحاً أنّ نقاشاً حاداً يدور في إسرائيل لتحديد ما إذا يجب اعتبارها سبباً مباشراً لإشعال حرب.

في هذا الإطار، أكّد كاسبيت أنّ إسرائيل ستحاول استهداف أو نسف أعمال بناء هذه المصانع عبر غارة جوية مهما كان الثمن، وذلك إذا اعتبرت تشييد هذه المصانع تخطياً للحدود الحمراء.

ختاماً، كشف كاسبيت أنّ البعض في إسرائيل يتحدّث عن ارتكاب "خطأ تاريخي جوهري" تمثّل بخيار الدخول في نزاع مع أبناء الطائفة الشيعية بدلاً من احتوائهم وتشكيل تحالف معهم كما حصل مع أبناء الطائفة الدرزية، موضحاً أنّ ضابطاً إسرائيلياً كبيراً طرح إمكانية إعادة النظر في تغيير هذا المسار فور انتهاء الثورة الإسلامية المجهول موعد نهايتها، على حدّ قوله.

 

 

( Al-Monitor)