هل سيطلق عليه إسم أبو علي جعجع كما أطلق من قبل على الرئيس أمين الجميل وعلى قائد القوّات اللبنانية إيلي حبيقة ؟
 

وحده الحكيم متمسك بالدولة الواحدة والسلاح الواحد بعد  أن يئس أو سلم حلفاؤه في 14 آذار وخاصة تيّار المستقبل بالدويلة القائمة على حساب الدولة بحسب تعريفهم لمربعات حزب الله الأمنية وبالسلاح غير الشرعي رغم أنهم شرعوه جميعاً وعلى فترات الحكومات المتعاقبة منذ الحريري الأب وحتى الحريري الإبن . 
وعند كل قول لحزب الله أو أمينه العام يسكت الجميع ويتكلم الحكيم إنسجاماً مع مواقفه الغير ملتبسة والثابتة حتى الآن رغم أن تعاونهم مع حزب الله في حكومة مشرعنة لدور الحزب في الداخل والخارج ويصرح بشكل واضح ضدّ ما يصنع حزب الله من سياسات مُضرة بالوطن ومعطلة للدولة.

إقرأ أيضا : تلاميذ المدرسة الحربية يزورون مليتا... هل سألوا حزب الله عن دماء سامر حنا؟
يبدو أن قائد القوّات اللبنانية الدكتور سمير جعجع غير قابل حتى الآن للإصطفاف خلف المتفهمين لضرورة بقاء الحزب في مواقعه القتالية على الحدودين اللبنانية والسورية باعتباره قوة أساسية في منظومة دفاعية لمحور إقليمي يخوض معارك متعددة للحفاظ على دوره الشرق أوسطي بعد أن فتح الربيع العربي شهية الجميع على البناء أو المساهمة في التأسيس لنخب سلطوية جديدة في دول جيو إستراتيجية .
قد يكون صوت الحكيم الصوت المسيحي الأقوى إعتراضاً على السيّد نصرالله ومنشأ هذه النبرة العالية قوته في التمثيل المسيحي وقوته في الدعم العربي والسعودي تحديداً والذي يتسع لدول أخرى مازالت ترى في حزب القوّات الحزب القادر على إحداث توازن ما مع حزب الله لجهة إستعداد المسيحيين لتلبية القوّات في حمل السلاح مجدداً خاصة و أن حزب القوّات هو حزب الشباب المسيحي .

إقرأ أيضا : ما أشبه حال بشار الأسد بصدام حسين قبل سقوطه !
من هنا يستند جعجع في مواجهته للسيّد نصرالله على شرعية مسيحية وعلى حماية عربية لذا نراه حاضراً في ساحة الإعتراض على مواقف حزب الله سواء في السياسة أو في أدواره الأمنية والعسكرية وينشط في إتجاه توصيف الحزب كصيغة من صيغ الإرهاب وهذا ما يعرض الحكيم للعن دائم ومتواصل من كارهي دوره التاريخي في الحرب الأهلية وفي علاقته الآثمة مع العدو وهذا ما يدفع بجمهور الحزب إلى سب ورجم الحكيم الشيطان دون توقف ويُسب معه كل من يحاول وضع المواقف في إطار وجهات النظر من المواضيع والعناوين الإختلافية ما بين اللبنانيين .

إقرأ أيضا : هل ينجح التقارب بين القوات اللبنانية وحزب الله في العام المقبل ؟
لو فرضنا أن جعجع إستهدى بحزب الله  وإستبرأ مما هو عليه من نجاسة سياسية وقرر أن يطاوع المطاوعين من أهل ملته ودخل مرحلة اليأس السياسي وبايع حزب الله على القتال حيث يجب أن يقاتل وما عاد السلاح سلاحاً غير شرعي بل هو سلاح الضرورة الوطنية لحماية الأمن والإستقرار وتثبيت الدولة من فتن المفتنين الإقليميين والدوليين وخطب أو صرح بأن المقاومة شرف الأمّة اللبنانية ومصدر ثروتها من العزة إلى الكرامة فما كان رأي الكافرين به والراجمين له باعتباره إبليس السياسة اللبنانية ؟

إقرأ أيضا : 2.8 مليون مدمن مخدرات في إيران
هل سيطلق عليه إسم أبو علي جعجع كما أطلق من قبل على الرئيس أمين الجميل وعلى قائد القوّات اللبنانية إيلي حبيقة ؟ وبذلك يصبح بطلاً كأمير قطر في حرب تموز أم كالطيب أردوغان الخليفة الذي لم يطأطأ رأسه لإسرائيل .
سؤال يثير الضرورة لإجابة موضوعية لا عنترية على طريقة الجبناء المنتشرين على مواقع التواصل الإجتماعي للسب والشتم والتهوين والتخوين فقط من رعاع جماهير الغفلة وهي إجابة غير منحصرة في اتجاه بل مفتوحة على مسارات متعددة كونها تستند على تجربة أكدت أن تغيير المواقف يمحي السيئات ويجزي بالحسنات مهما كان حجم الكفر كبيراً .
حبذا لو يفعل جعجع ما يخرجه من ثوبه السياسي لنرى ماذا يحصل وما سيحصل من قبل الكافرين به من جماعة المحور الممانع للعدو وبعدها نستطيع السؤال : هل التاريخ كذبة أم حقيقة ؟