مشكلة مياه في إيران سببها تركيا
 

تشهد معظم المحافظات الإيرانية حاليا أزمة الغبار الآتي من المناطق الشرقية للعراق والمناطق الجنوبية لإيران سببها نقصان المياه في نهري دجلة والفرات نتيجة سياسة تركيا في بناء سدود في حوض الأناضول ومصدري هذين النهرين خلال العقدين الماضيين، حيث تبلغ سعة أحد السدود أي سد أتاتورك على الفرات الذي تم بناؤه في 1992، 48 مليار مترا مكعبا من المياه، كما سد أيسيلو الذي هو قيد الإنشاء على أحد مصادر دجلة، يتسع 10.4 مليار مترا مكعبا.

ويبدو أن القادم أسوء بكثير مما هو الآن عليه، حيث أن تركيا تريد من وراء سد أيسيلو فرض عقوبة جسيمة على جيرانها الثلاثة (سوريا والعراق وإيران) وسوف يحول الأراضي الزراعية التي هي على قيد الحياة إلى أراض ميتة ومصادر للغبار تهدد السكان في العراق وإيران.

إن إيران والعراق تعانيان حاليا من أزمة التصحر وبفعل سياسة تركيا سوف تشهدان المزيد من التصحر والغبار.

إقرأ أيضا : إيران تدفع بالسعودية إلى الحضن الأميركي وتحرض المعارضة السعودية

دفع الأخطار المترتبة على السدود التركية ناشطين إجتماعيين في إيران والعراق إلى شن حملة إعلامية على مواقع التواصل الإجتماعية تستهدف منع الأتراك من إكمال مشاريعهم التي تحرم شعوبا من الحياة  وأرسل هؤلاء الناشطون رسالة مفتوحة إلى أمين عام الأمم المتحدة طالبوا فيها بإعادة إحياء بلاد ما بين النهرين من خلال فتح صمامات سدود الأناضول الجنوبي ( خاصة سد أتاتورك) ومنع بناء وإستيعاب المياه للسدود التي هي قيد الإنشاء ( خاصة سد ايسيلو).

جاء في تلك الرسالة:" إن إهمال عدة ملايين دونم من الأراضي الزراعية في العراق وسوريا نتيجة التصحر أدى إلى أزمة خطيرة في عمق مياه " هور العظيم" ( الواقعة على الحدود الإيرانية العراقية) وتلك الأزمة حوّلت هور العظيم الإستراتيجي إلى أكبر بؤرة لأزمة الغبار في المنطقة وتهدد حياة السكان الأصليين لشعوب إيران وسوريا وبلاد الرافدين، أي مهد أقدم حضارات العالم وتلحقها أضرارا جسيمة بسبب آثارها المدمرة."

إقرأ أيضا : المالكي يسرق إنجاز تشكيل الحشد الشعبي من السيستاني بتوجيه إيراني

تشير تلك الرسالة إلى الأخطار المترتبة على صحة السكان والنشاط الصناعي والزراعي ودفع السكان إلى هجرة المدن ويرى الموقعون على أن بناء تلك السدود يهدد حقوق الإنسان وتخالف فحوى إتفاقية مكافحة التصحر وإعلان الأمم المتحدة بشأن حقوق الشعوب الأصلية.

حرب المياه عنوان للعلاقات بين الدول في المستقبل وسوف تغير تلك الحروب الجغرافيا البشرية والطبيعية ويكفي لمعرفة شراسة تلك الحروب أن أبناء مناطق مختلفة لبلد واحد يتعاركون فيما بينهم على نقل المياه من منطقة إلى أخرى، فكيف عن الأنظمة السياسية؟


الباحث الإيراني علي شريفي