هناك داخل البيت الشيعي اللبناني من يعترض وبشدة، على الكلام الأخير لأمين عام حزب الله حسن نصرالله حول استجلاب قوات مسلحة غير لبنانية والاستعانة بها في أي حرب مقبلة مع اسرائيل، ويحذر هؤلاء من استعادة جمهورية ياسر عرفات التي كادت تودي بالجمهورية اللبنانية؟

ويتساءل المعترضون خصوصاً عن إقرار نصرالله ضمناً بأنه إذا ما اندلعت الحرب فإن وزير الدفاع الاسرائيلي افيغدور ليبرمان سيصل إلى القصر الجمهوري كما فعل سلفه ارييل شارون عام 1982.

ولا يغفل هؤلاء أن "حزب الله" طور ترسانته الصاروخية التي باتت فعالة جداً، لكن مهمة هذه الصواريخ هي للردع فقط أو لأحداث معادلة ما لا للتلويح أو للتهويل بها عند كل مناسبة لتغطية أمور أخرى، في حين أن هذا الأسلوب يعطي القيادة الاسرائيلية الذريعة لشن الحرب التي سيكون الجنوب اللبناني الضحية الأولى فيها، ليس "جنوب الصفيح"، بل الجنوب الذي شهد تطوراً عمرانياً لافتاً، وحيث الانتشار المثير للقصور وللفيلات وللبساتين والتلال الخلابة، فهل يمكن المجازفة بكل ذلك خدمة للمصالح الايرانية؟

في البيت الشيعي ثمة قناعة بأن التهديد باستجلاب آلاف المقاتلين من اليمن والعراق وافغانستان وباكستان وإيران إنما يستجلب آلاف الجنود الاسرائيليين إلى لبنان. ويشيرون إلى أن الغاية من المواقف الصارخة تكتيكية بالدرجة الاولى، وبالدرجة الأخيرة، لأن نصرالله يدرك تماماً ما هي المفاعيل الكارثية لأي حرب.

 

 


القبس