تأهّلَ منتخب تشيلي على حساب منتخب البرتغال إلى نهائي بطولة كأس القارّات 2017 التي تستضيفها روسيا، وذلك بفوزه عليه بركلات الترجيح 3-0 بعد انتهاء الوقتين الأصلي والإضافي بنتيجة 0-0
 

على ملعب قازان أرينا، كان الشوط الأوّل متكافئاً بين تشيلي والبرتغال، ولم يتمكّن أيٌّ منهما من هزّ شباك الآخر، لينتهيَ بالتعادل السلبي.

علماً أنّ بطلة أميركا اللاتينية كانت الأفضل في الشوط الأوّل من ناحية الاستحواذ على الكرة بنسبة 64 في المئة، مقابل 36 في المئة لبطلة أوروبا، لكنّ البرتغال تفوّقت من ناحية الخطورة أمام المرمى، إذ سدّدت 7 كرات مقابل 5 لتشيلي.

وتَواصَلَ اللعب على الوتيرة نفسها في الشوط الثاني، مع نسبة الاستحواذ ذاتها على الكرة لصالح تشيلي، إلّا أنّ البرتغال سدّدت 12 كرة مقابل 10 للخصم.

ولم يحسم أيّ منهما النتيجة في الوقتين الأصلي والإضافي، ليتمكّن المنتخب التشيلي من الفوز بركلات الترجيح 3-0 بعدما تألقَ الحارس كلاوديو برافو بصدّ 3 كرات للبرتغال.

ألمانيا والمكسيك الليلة

من جهةٍ أخرى، يجد المنتخب الألماني الشاب نفسَه مرّةً جديدة أمام امتحان صعب عندما يواجه المكسيك اليوم في سوتشي، في نصف النهائي أيضاً.
وتصدّرَت ألمانيا بتشكيلتها الشابة بأقلّ معدّل وسطي في أعمار اللاعبين بين كلّ المشاركين (24 عاماً و4 أشهر) المجموعة الثانية بفوزين على أوستراليا والكاميرون وتعادل مع تشيلي، في حين حلّت المكسيك ثانيةً بفارق الأهداف خلف البرتغال في المجموعة الأولى بعد التعادل معها وفوزها على روسيا ونيوزيلندا.

ويَعتقد أكبر لاعبي ألمانيا وأكثرهم خبرةً إيمري شان وشكودران مصطفي لاعب وسط ليفربول ومدافع أرسنال الإنكليزيين، أنّ المواجهة ستكون صعبة وهي أقرب إلى اللقاء مع تشيلي الذي انتهى بالتعادل 1-1.

المكسيك تشبه تشيلي

ورأى مصطفي أنّ شباب ألمانيا سيخوضون مباراة قوية ضد المكسيك، وقال في هذا الصدد: «تذكّرني المكسيك الى حدّ كبير بتشيلي. إنه منتخَب يملك نزعة هجومية كبيرة ويلعب بأسلوب متنوّع. إنّهم منظّمون في الدفاع، ولديهم لاعبون من أصحاب الخبرة، ما يفرض علينا التحلّي بالصبر»، في إشارة إلى الهدّاف التاريخي خافيير «تشيتشاريتو» هرنانديز.

واستدرَك مصطفي الذي استراح في الجولة الثالثة ضد الكاميرون (3-1) وسيلعب على الأرجح ضد المكسيك، قائلاً: «علينا أن نجد الطريقة التي تعطّل خططهم، وأن نلعب كما نحن لأن ليس لديهم نجوم كبار».

من جانبه، اعتبَر شان أنّ على زملائه أن يلعبوا بقوّتهم المعتادة أمام المكسيك، وقال: «لقد استعدّينا كما يجب لهذه المباراة، وكلّ منّا ينظر إليها بأهمّية كبيرة. إنّهم منافس غير مريح مِثل تشيلي».

وأضاف: «لديهم منتخب يتمتّع بالمرونة وقوي فنّياً، ونحن ليس لدينا شيء نخفيه، إننا منتخب قوي أيضاً. لم يكن أحد يتوقع منّا ما قمنا به حتى الآن، ورغم أنّنا لم نلعب مع بعض سابقاً، فقد أثبتنا أننا نعمل بشكل جيّد».

بعد 12 عاماً

واختبر مدرّب أبطال العالم يواكيم لوف أكبر عدد من اللاعبين في المباريات الثلاث الأولى، حيث أشرَك 21 من أصل 23 لاعباً، وقال الهدّاف التاريخي لكأس العالم (16 هدفاً) ميروسلاف كلوزه الذي يُشرف على تدريب المهاجمين في التشكيلة الحالية: «نريد أن يأخذ كلّ لاعب فرصتَه وأن يلعب 5 مباريات، لقد حقّقنا الهدف المنشود».

في المقابل، يعوّل مدرّب منتخب المكسيك بطل الكونكاكاف (أميركا الشمالية والوسطى والكاريبي) الكولومبي خوان كارلوس أوسوريو، على الانسجام والخبرة التي يتمتّع بهما معظم عناصره، بدءاً من مدافع روما الإيطالي هكتور مورينو، مروراً بلاعب وسط لوس أنجليس غالاكسي الأميركي جوفاني دوس سانتوس، وصولاً إلى تشيتشاريتو مهاجم باير ليفركوزن الألماني.

وسيفتقد المنتخب المكسيكي في هذه المواجهة إلى قائده لاعب وسط آيندهوفن الهولندي أندريس غوادرادو بسبب الإيقاف.

ويأتي اللقاء بعد 12 عاماً على المواجهة القوية التي انتهت بعد التمديد بفوز صعب لألمانيا بكامل عناصر الصف الأوّل 4-3 في مباراة المركز الثالث في كأس القارات أيضاً.

والتقت ألمانيا مع المكسيك 10 مرّات، فخسرت مرّة واحدة (عام 1985) مقابل أربعة انتصارات أهمّها وأكبرها في مونديال 1978 في الأرجنتين 6-0، و5 تعادلات.

تشيتشاريتو وتشاكي لترهيب ألمانيا

وتعوّل المكسيك على موهبتَيها الهجوميتين خافيير «تشيتشاريتو» هرنانديز وهيرفينغ لوسانو «تشاكي» لترهيب ألمانيا.

ويُعتبر تشيتشاريتو الذي سجّل هدفاً في مرمى البرتغال بطلة أوروبا (2-2) في الدور الأوّل من البطولة، عنصراً أساسياً في المنتخب المكسيكي بخبرته الكبيرة والطويلة (94 مباراة دولية، مونديالان، ولقبان في الكأس الذهبية)، بالإضافة إلى كونه الهدّاف التاريخي للمنتخب برصيد 48 هدفاً.

واعتبَر الهدّاف التاريخي السابق للمنتخب المكسيكي خاريد بورغيتي في تصريح لوكالة فرانس برس أنّ «تشيتشاريتو يتمتّع بما يملكه قلّةٌ من اللاعبين:

الحسّ التهديفي. هذا يصنع الفارق مع لاعبين آخرين يملكون مواهب كبيرة ولا يجيدون توقُّعَ اللحظة التي يمكن أن تصل فيها الكرة إليهم»، مضيفاً: «الأرقام القياسية وُجدت لتتحطّم، وهي حافز بالنسبة إلى اللاعبين الذين يرغبون في التألق».

وبالنظر إلى أهمّية تشيتشاريتو، سادت المعسكر المكسيكي بعض المخاوف عندما تخلّفَ عن الحصّة التدريبية الجماعية الإثنين الفائت في قازان، بعدما قام بعملية الإحماء بشكل طبيعي، لكن سرعان ما طمأنَ الجهاز الفنّي الجميع بقوله «ببساطة، كان بحاجة إلى الراحة».

وقدَّم المهاجم السابق لمانشستر يونايتد الإنكليزي موسماً متوسطاً مع فريقه باير ليفركوزن الألماني (13 هدفاً) بعدما تألّقَ بشكل لافت في صفوفه الموسم قبل الماضي (26 هدفاً).

وأوضَح بورغيتي: «تحدّثتُ إليه وقلت له إنّ فريقاً مِثل ليفركوزن وجد من أجله، وإنّ بإمكانه استغلال مواهبه. خلال دفاعه عن ألوان مانشستر يونايتد وريال مدريد (الإسباني)، كان لاعباً إضافياً. بالتأكيد كان يسجّل أهدافاً، ولكن في ريال مدريد كان هناك غونزالو هيغواين وكريم بنزيمة... برأيي، سيَرحل. ولكن يتعيّن على ليفركوزن بيعه أو تمديد عقدِه على أساس بيعه بعد كأس العالم، لأنه تبقى سنة واحدة في العقد الذي يربط بينهما».

وأشار إلى أنّ كأس القارّات في روسيا يمكن أن تساعده على لفتِ أنظار الكشافين (كشّافي إشبيلية على سبيل المثال؟) في سنّ التاسعة والعشرين.

ولم يكن تشيتشاريتو اللاعبَ الوحيد الذي أشار إليه مدرّب المكسيك الكولومبي خوان كارلوس أوسوريو للثناء على شجاعة لاعبيه، ولكن أيضاً المهاجم الواعد لوسانو. وقال أوسوريو عقب الفوز على روسيا: «شاهدناه في الهدف الثاني: هيرفينغ ضايقَ حارس المرمى من أجل الحصول على الكرة ونجَح في هزّ الشباك».

ومكّنَ الهدف الذي سجّله لوسانو مطلع الشوط الثاني بعد احتكاك مع حارس المرمى إيغور اكينفيف داخل المنطقة، المكسيك من تحقيق الفوز 2-1 والتأهّل إلى الدور نصف النهائي.

واعتبَر بورغيتي أنّ «لوسانو لم يلعب بشكل جيّد جداً ضد روسيا، ولكنّه هزّ الشباك. إنّه سريع ونشيط ولديه حسّ تهديفي».

مباراة الليلة
ألمانيا - المكسيك 21,00