حذّر الكاتب في موقع كونسورتيوم نيوز جو لوريا من احتمال إقدام السعودية على غزو قطر ومن اندلاع حرب إقليمية مع إيران، مشيراً إلى أنّ الانقسام الحاصل في إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب حول كيفية التعاطي مع الأزمة القطرية أنتج وضعاً خطيراً قد يؤدي إلى نشوب نزاع مسلّح في القريب العاجل
 

في تقريره، أوضح لوريا أنّ وزارتي الخارجية والدفاع الأميركيتيْن وقفتا إلى جانب قطر، مستدركاً بالقول إنّ البيت الأبيض قوّض سلطته التي تخوّله كبح الرياض في وجه الدوحة.

في هذا السياق، أكّد لوريا أنّ ترامب يعمل على إثبات وجوده في الأزمة الخليجية وذكّر بالتغريدة التي نشرها بعد ساعات على اندلاعها والتي قال فيها: "من الجيد جداً أن زيارتي للمملكة للقاء الملك السعودي وقادة 50 دولة بدأت تؤتي ثمارها… فقد أكدوا أنهم سيتخذون موقفا متشدداً من تمويل الإرهاب"، وبتصريح المتحدّث بإسم البيت الأبيض شون سبايسر أنّ "خلاف الخليج مع قطر مسألة عائلية.. يجب أن يحلوها بأنفسهم".

تصريح سبايسر هذا ذكّر المحلل السياسي ومدير معهد شؤون الخليج في واشنطن المعارض السعودي علي الأحمد بالسفيرة الأميركية في العراق في عهد الرئيس الأميركي السابق جورج بوش الإبن آبريل غلاسبي التي قالت للرئيس العراقي صدام حسين في العام 1990 إنّه ليس للولايات المتحدة رأي في الخلافات العربية الداخلية مثل الخلاف على الحدود مع الكويت، وذلك قبل 8 أيام من إقدام صدام على غزو الكويت.

وعليه، ألمح الأحمد إلى أنّ تصريح سبايسر دلالة على أنّ ترامب أعطى الضوء الأخضر للرياض لغزو قطر، واضعاً تعيين الأمير محمد بن سلمان ولياً للعهد في إطار العلامات الدالة على ذلك.

عن بن سلمان، رأى الأحمد أنّه سيرغب في تعزيز نفوذه في موقعه الجديد كما فعل عندما عُيّن وزيراً للدفاع وشن حملة عسكرية على اليمن.

الأحمد الذي شدّد على أنّ الحرب في اليمن أنهكت الميزانية السعودية، تحدّث عن إمكانية سعي الرياض إلى إرساء نظام خاضع لنفوذها في الدوحة بهدف السيطرة على حقول قطر للغاز الطبيعي.

بدوره، رأى المحلل جورجيو كافيرو أنّ حلّ الأزمة الخليجية يخدم مصالح الولايات المتحدة، مشدّداً على أهمية وحدة الدول الخليجية وانسجامها، ومتخوّفاً من تأثير هذا الخلاف على واشنطن وسياستها الخارجية في منطقة الخليج.

كما حذّر كافيرو من إمكانية حصول تصعيد إذا فشل ضغط السعودية والإمارات على قطر، ملمحاً إلى أنّ هذا ما يريده ترامب، نظراً إلى أنّه لم يبدِ رغبة في المشاركة في حل الأزمة.

أمّا إذا أقدمت السعودية على غزو قطر فعلاً، فإنّ القوات الأميركية المتمركزة في العُديد ستؤمِّن بنى الدوحة التحتية إلاّ أنّها لن تقف في وجه الرياض، كما ولن تكون قطر قادرة على الاعتماد على القوات التركية المنتشرة فيها، لعدم امتلاك الجنود الأتراك الأسلحة الثقيلة اللازمة لدرء أي غزو، على حدّ قول الأحمد.

واستناداً إلى هذه المعطيات، أكّد الأحمد أنّ نجاح الجيش القطري في الدفاع عن بلاده ممكن إذا ما انضم الشعب إليه، داعياً الدوحة إلى تسليح الرجال حالاً.