أشار رئيس الحزب "التقدمي الاشتراكي" النائب وليد جنبلاط إلى أن "عمر العلاقة مع روسيا يعود إلى خمسين عاما، فعمر هذه العلاقة يعود إلى عقود وترسخت في الصداقة مع المسؤولين السوفيات ومن ثم الروس، وترسخت في المشاورات والتداول حول الاوضاع اللبنانية والعربية، كما ترسخت على مدى عقود في شتى المجالات، خاصة في المنح الدراسية والمساعدات العسكرية أيام الحرب".
 
ولفت جنبلاط، في حديث لقناة "روسيا اليوم"، على هامش زيارته موسكو، حيث التقى وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف ونائبه ميخائيل بوغدانوف وعددا من المسؤولين الروس، إلى إنه "حصل تفاوت في وجهات النظر حول الحرب السورية، لكن روسيا موجودة في الشرق، ولها أثر كبير فيه، ونتمنى أن تكون روسيا عاملا في نهاية الحرب الاهلية المدمرة في سوريا. وأحببت أن تعود المياه الى مجاريها، وأحببت أن تعبد هذه الزيارة، التي رافقني فيها تيمور ولو أنها ليست زيارته الأولى، الطريق من أجل تيمور ومن أجل المستقبل وتعود المياه إلى مجاريها بين المختارة وروسيا".
 
وأشار إلى أن "الروس يولون أهمية كبرى للمناطق الآمنة، التي أرسوها في سوريا وهذه بداية، وإذا توصلوا إلى إرساء الحل السياسي في سوريا يكون هذا الانسب، ولكن هناك تسابق اليوم بين الاحداث العسكرية ومحاربة الارهاب وبين نهاية الازمة، سنرى، ولكن بالنسبة لي الحل السياسي مهم، الحل السياسي المبني على إمكانية الوصول إلى سلطة إنتقالية في سوريا وسوريا موحدة تعددية ديمقراطية".
 
وردا على سؤال حول تبدل المواقف الاوروبية من الازمة السورية، أجاب: "هناك مصالح، لكن أخالف الرئيس الفرنسي في تصريحه الاخير بالمطلق. ففي النهاية هناك شعب سوري عانى ويعاني، هجر ودمرت المدن السورية وأحرقت كل منافذ الحياة أمامه، ولا بد من إعطاء هذا الشعب الحد الادنى من الضمانة في العودة، والحد الادنى من الضمانة للكرامة".
 
وقال: "لا أعتقد إن استمرار بشار الاسد هو الحل، هذا هو رأيي على الاقل، لذلك أخالف الرئيس الفرنسي إيمانيويل ماكرون في تصريحه، وربما هذا تغيير في وجهة نظر فرنسا بعد المواقف، التي ارساها الرئيس السابق فرنسوا هولاند".
 
وتابع: "كل دولة من الدول لها جدول أعمال في سوريا، ربما وكل هذا تحت إسم محاربة الارهاب وداعش، ولكن ننسى القضية الاساسية، التي من أجلها انتفض الشعب السوري، وهو العيش الكريم والحرية والديمقراطية، وأصبح العنوان إما النظام وإما داعش، ولكن هناك شعبا سوريا".
 
وحول الازمة الخليجية وموقف لبنان، قال: "هناك مصالح كبيرة للبنان في مجلس التعاون الخليجي وقطر والمملكة العربية السعودية، وفي النهاية أيا كانت الاسباب، وقد تكون هناك أسباب وجيهة لحصار قطر، لكن لا بد من العودة الى التضامن ومعالجة هذه الاسباب، التي دفعت إلى الحصار بالهدوء والحوار، لان ما تبقى من وحدة للعالم العربي هو مجلس التعاون الخليجي، وإذا اصيب هذا المجلس بالخلل، لست أدري ماذا سيحدث، وما هو مستقبل ما تبقى من الحد الادنى للتضامن العربي، وأتمنى أن تكون السعودية مبادرة كالعادة من أجل وحدة التضامن العربي".
 
وعما إذا يتوقع أن تطول هذه الازمة، أجاب: "لست أدري"، موضحا "ولكن نرى كيف أن الولايات المتحدة الاميركية تستفيد، ففي النهاية باعت سلاحا هنا، وباعت سلاحا هناك، فهي تستفيد وتنظر إلينا وإلى خلافاتنا وتهزأ".
 
وفي الملف اللبناني قال: "أقرينا قانون جديد للانتخابات وسنجري الانتخابات على أساسه ولا مشكلة. فهناك مشاكل كافية للبنان في ما يتعلق بالاقتصاد والكهرباء وغيرها من الملفات"، مضيفا: "هناك ملفات آنية تخص المواطن، أعتقد أن الاهتمام بتلك الملفات أهم من الدخول في التنظير حول ما يجري من حولنا، فما يجري من حولنا لا نملك أي قدرة على التأثير به. وهناك فقط تمن بأن تعود الامور إلى مجاريها في مجلس التعاون الخليجي بالحوار".
 
وردا على سؤال، عما إذا كان هذا القانون الانتخابي يقرب لبنان من الدولة المدنية، أجاب: "سنرى إذا ما ستخرج من صندوق الاقتراع بعد الانتخابات نخبة سياسية جديدة، تستطيع أن ترسي لبنان التقدمي خارج إطار المحاصصة والطائفية".
 
وأكد أن "هناك واجبا اخلاقيا باستقبال اللاجئ السوري إلى أن تنتهي الحرب الاهلية"، رافضا "كل أشكال العنصرية ضدهم"، مذكرا بأن "سوريا فتحت أبوابها امام اللبنانيين إبان العدوان الاسرائيلي في حرب تموز".