المدى الإجرامي الذي بلغه تنظيم الدولة الإسلامية داعش والأساليب الوحشية من قتل وذبح وتفجير وتدمير واغتصاب التي استخدمها لفرض سلطته على كافة الأراضي التي وطأتها اقدامه. جعلت منه ليس فقط مصدر إرهاب للعالم بل التنظيم الأكثر خطورة على المجتمع الدولي. إذ أن الشظايا التدميرية التي أطلقها طالت معظم دول العالم من خلال عمليات تفجير شاحنات وسيارات واقتحام أماكن سياحية وإطلاق الرصاص بطريقة عشوائية واستهداف المدنيين. الأمر الذي اضطرت معه أغلب الدول وخصوصا تلك التي طالها أصداء الإرهاب الداعشي إلى المسارعة للتلاقي والتوافق على ضرورة محاربة هذا التنظيم المتوحش للتخلص من هذا الوباء واستئصاله ومن ثم القضاء عليه. 
وبدا واضحا أن هناك تفاهم أميركي - روسي حول ضرورة مكافحة الإرهاب بشكل عام بغية التخلص منه نهائيا باستخدام كافة الوسائل. وعلى ضرورة زيادة منسوب الجهود المبذولة لوضع حد له. 
فالادارة الأميركية - وكما تشير بعض المصادر الدبلوماسية - اتخذت قرارا جديا بضرورة إنهاء الإرهاب. وعلى أن يتم إنجاز هذه المهمة خلال عام أي في نهاية العام 2018. ويترافق ذلك مع توجه البيت الأبيض لاستعادة الدور الأميركي في المنطقة. وذلك بالمزيد من السيطرة على أراضي الدول التي تشهد استهدافا أميركيا لمواقع ومراكز تنظيم داعش وخصوصا في سوريا. إذ أن الولايات المتحدة الأميركية تسعى للإستفادة من مسألة مكافحة الإرهاب لاستعادة الدور القوي والمؤثر في سياسات المنطقة. وإن كانت في السابق لعبت دورا في خلقه ظروف و مناخات أدت إلى تقوية الإرهاب وتعاظم دوره. 
وكذلك فإن روسيا التي كان لها دور في دعم الإرهاب وتمويله في فترة سابقة. فإنها اليوم تدعو إلى مكافحته وتسير على الخطى الأميركية لجهة ضرورة القضاء والتخلص من شروره. 
وبالتالي فإن كل المعطيات تشير إلى تضافر الجهود الدولية والإقليمية والعربية لدحر الإرهاب. اذ أنه وبعد أن باتت كل الدول تشعر بخطر الإرهاب الذي استطاع ان يمتلك شبكة عالمية توسعت وانتشرت في أربع رياح الأرض شرقا وغربا وعابرا للقارات. وتزايدت عملياته وتهديداته التي طالت الجميع وبات الخوف منه مشتركا بين كل دول العالم بحيث لم يعد مقبولا غض النظر عن خطره ولم يعد بالإمكان تحمله كطريقة باستيعابه دائما. بل لا بد من إزالته نهائيا وإزالة أي أثر له. 
واليوم وبعد إنشاء التحالف الدولي والعربي والإسلامي لضرب داعش في عقر داره لا سيما في العراق وسوريا من خلال تكثيف الغارات الجوية لقصف أماكن تجمعه ومراكزه العسكرية والأمنية فإنه بدا من الواضح أن تنظيم داعش يتعرض لهزة قوية تتسبب في إرباك لاستراتيجياته التي أعلنها منذ بداية ظهوره في العام 2013 والطامحة لإقامة دولة الخلافة. حيث بدأ بالتراجع والتقهقر عندما بدأت قوات التحالف بغاراتها المكثفة على مواقع التنظيم وإحكام الطوق عليه في آخر معاقله في سوريا والعراق. على ان الطموح الداعشي فقد وهجه في الآونة الأخيرة بعد ان بدأ التنظيم يلفظ أنفاسه الأخيرة وظهر ذلك من خلال اقدامه على القيام بهجمات عشوائية تبدو وكأنها عمليات فردية لمجرمين مختلي العقول سواء بالطعن او إطلاق النار العشوائي على المدنيين دون اي رابط او تنسيق بينها.