سؤال للولي الفقيه حول الاحداث الاخيرة في الطائفة الشيعية
 

سؤالٌ نكرره بنية سليمة إلى جميع المراجع الدينية الشيعية وعلى رأسهم ولي الفقيه الذي يتولَّى الشؤون الدينية والسياسية.. ما هو معلوم من الدين بالضرورة..؟  أليست المدرسة الشيعية الإثني عشرية هي مدرسة العقل..؟ إنطلاقاً من مرويات أهل البيت(ع) "إنَّ لله حجتين : ظاهرة وباطنة، أما الظاهرة فهي الرسل والأنبياء، وأما الباطنة فهي العقول".. وبما أنَّ الشيعة على مدى تاريخهم بعد غياب إمامهم الثاني عشر (ع)، بين مدرستين الأخبارية والأصولية، وإلى يومنا هذا فهم يرجعون إلى مراجعهم واتباعهم بالأخذ،أو بالتقليد بناءاً على وجوبه..

إقرا أيضا:  أكبر لص في الهيكل...!

السؤال لمقامكم ، والذي لم يفدنا أحد عليه، ولربما اليوم قد تصلكم صدى تساؤلاتنا وأسئلتنا وتتكرمون تواضعاً منكم بالإجابة عليها.. مراجعنا الكرام: ما زلنا نسمع في مجتمعنا وبيئتنا وثقافتنا جملة أفكار ما هو معلوم من الدين بالضرورة، في كل إتهام يُوجَّه إلى صاحب رأي قد يخالف المألوف، بصرف النظر عن الصحة وعدمها، أو عن صحة هذا المألوف من عدمه..؟ نسمع جملة من الإتهامات لكننا لا نعرف ماذا تعني بالضبط، رغم أنني لا أدعي إطلاقاً التفقُّه في الدين، ولكن بما أنني مسلم أعتقد ما هو معلوم بالضروة عند جميع المسلمين ، هو شهادة أن لا إله إلاَّ الله، وأنَّ محمداً رسول الله، وأعتقد بالأمور العبادية المتواترة بالسنة العملية من صلاة وصوم وحج لمن يستطيع إليه سبيلاً... وبما أننا نعيش في بلد يمتاز بالتنوع الديني والثقافي والحضاري وأغلبية سكانه من المسلمين، فلا بد أن يدخل مفهومنا للإسلام في النقاش، وهنا يكمن المطلب والمطب.. أليس القرآن الكريم نزل بلسانٍ عربيٍ مبين، قائلاً: " إنَّ الدين عند الله الإسلام" ما معنى ذلك أفيدونا يرحمنا ويرحمكم رب العباد..؟ فما أدراني أنني لن أخالف ما هو معلوم من الدين بالضرورة حينئذٍ ومن دون قصد..؟ وبحسب ما تعلمناه في مدرستكم أنَّ جميع تفسيرات القرآن الكريم تحتمل الصواب ومعها الخطأ، فمن حق أي مسلم ومن حقنا أن نعبِّر عن رأينا ورأيه طالما هو ضمن الطرق السليمة وهذا يحتمل كتفسيراتكم من الخطأ والصواب، ما دامت ضمن هذه الأطر، لا بد لنا أن نبدي رأياً لأننا لا نستطيع أن نمشي جنب الحائط ومغمضي العيون  أكثر من هذا، ونشعر بأن الحائط على وشك السقوط وخصوصاً في ثقافتنا الشيعية، أن يسقط فوق دماغنا ورؤوسنا ونبقى مكشوفي الرأس في العراء الإسلامي..؟ دام ظلكم، حاولنا أن نجد تعريفاً محدداً ومتفقاً عليه لهذه الجملة "ما هو معلوم من الدين بالضرورة" لم نجد مفهوماً واحداً، وبالتالي نرى في أوساطنا تجمعات وهيئات علمائية تضم شيوخاً ـ طبعاً على اختلاف هوياتهم السياسية ـ تنبري لمجرد سماع رأي مخالف للمألوف، بالتهكم والنيل من صاحبه، وخصوصاً في الأوساط الشيعية الشعبوية التي تسمع أكثر مما ترى وتقرأ..؟ نرجو منكم أن تفيدوننا، حتى وأنا أكتب لكم هذه الكلمات أخاف  أن أكون في هذه اللحظة مخالف لما هو معلوم من الدين بالضرورة..؟؟!!.. عبد لله فقير لا أدعي فقهاً لكنني أؤمن بفصل الدين عن الدولة وعن السياسة، ولكنني أشهد بأن لا إله إلا الله وأنَّ محمداً رسول الله، وأؤمن بألاَّ يتدخَّل رجال الدين في السياسة وفي أمور حياتنا الدنيوية، وأحترم رجال الدين الذين يفقهوننا في أمور الدين ولا يتدخلون في أمور الدنيا وأمور السياسة، إفتوننا مأجورين، وهل نكون قد خالفنا ما هو معلوم من الدين بالضرورة..؟ أليس الوارد عن رسول الله(ص) عند جميع المسلمين أنَّه قال: "أنتم أعلم بأمور دنياكم"، لكي نزداد حبَّاً لله ولرسوله، وحبَّاً لبعضنا البعض، مهما كانت هوياتنا الدينية والسياسية وحبَّاً للخير والعدل، فمن حقنا أن لا نسكت عن هذه الثقافية الإزدرائية وعن نصوص من تراثنا ليست قرآناً وتخالف كل منطق وكل عقل في دولةٍ تجمع أكثر من هوية ومن اتجاه ومن معتقد..؟.. عبد لله فقير يؤمن أنَّ الدين لله والوطن للجميع، والجميع تحت سقف القانون الذي يحميهم فلهم حقوق وعليهم واجبات..هل هذا مخالف ما هو معلوم من الدين بالضرورة.؟؟ عبد لله فقير يؤمن أنَّ من حق كل إنسان أن يعبد الله بالطريقة التي يراها صحيحة ولكنه في الوقت نفسه يؤمن أنه ليس من حقه أن يجبر الآخرين على اتباع طريقته..لأنَّ أثمن ما خلقه الله للإنسان وميَّزه عن جميع مخلوقاته هو حرية الإختيار وتحمَّل هو مسؤولية هذا الإختيار.. فهل هذا مخالف ما هو معلوم من الدين بالضرورة..؟ وهل نكون ممن يخالف الله تعالى إذا لم نؤمن بسلطتكم المطلقة علينا بحيث إذا خالفناكم نعتبر من الذين يخالفون ما هو معلوم من الدين بالضرورة..؟ لعلكم تسمعون تساؤلاتنا وتجيبوننا كي نعرف ما معنى قوله تعالى: إنَّ الدين عند الله الإسلام.. حفظكم الله وحفظ أمتنا ووحدتنا.؟؟