ترأس البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي قداسا في الصرح البطريركي في بكركي لمناسبة عيد قلب يسوع، عاونه فيه لفيف من المطارنة والكهنة، بمشاركة السفير البابوي غابريللي كاتشا، وحضور حشد من المؤمنين وعائلة قلب يسوع.
 
وألقى الراعي عظة قال فيها: "يسعدنا أن نحتفل، ككل سنة، بعيد قلب يسوع الأقدس، مع "عائلة قلب يسوع" التي نحيِيها بكل فروعها المنتشرة في كل المناطق اللبنانية والحاضرة معنا في هذه الليتورجيا الإلهية، والفروع المنتشرة في الأراضي المقدسة وسوريا وبلدان الخليج وأوروبا وأستراليا والولايات المتحدة الأميركية وكندا. إننا نحيي رئيستها السيدة سلوى اسطفان واللجنة الإدارية ومرشدها الوطني المونسنيور روكز براك، وجميع المرشدين المحليين، والمسؤولات عن العلاقات مع فروع المحافظات ومع اللجنة الأسقفية لرسالة العلمانيين".
 
وقال: "اننا نقدم معا هذه الذبيحة الإلهية تكفيرا عن خطايا جميع البشر، وعن الخطايا التي تُرتكب في وطننا وفي بلدان الشرق الأوسط، حيث خطايا الحرب والنزاعات والدمار والقتل والتهجير متفاقمة، والضمائر ميتة، وتخنق صوت الله الآمر بوضوح وصرامة: "لا تقتل" (خر20: 13)، والذي يسائل ضمير كل قاتل، مثلما ساءل قايين: "أين أخوك؟ إن دماءه تصرخ إليَ من الأرض" (تك4: 9 و11).
 
واضاف: "ليس أقل جرما القتل الروحي بحمل الناس إلى الخطيئة وامتهان الشر، والقتل المعنوي بالقهر والظلم وانتهاك الكرامة والحقوق، والقتل المادي بالإفقار والتجويع وسلب مال الغير وممتلكاته، والقتل الوطني عندما يتحول العمل السياسي إلى مصالح شخصية وفئوية ومكاسب مالية على حساب الخير العام، وعندما ينتهك الدستور والقانون، وعندما يُحمى المجرم ويعتدى على البريء، وعندما تستبدل الديموقراطية بفرض الرأي الواحد وإسكات الصوت الآخر المعاكس والمطالب بالعدالة والشفافية وحماية المال العام؛ وعندما يعم الفساد فتتشوه الإدارات العامة وتسلب الخزينة ويتشوه وجه المجتمع، وينتهك صيت الوطن وكرامته وسط الأسرة الدولية".