هل يتحول الرئيس الأميركي إلى تاجر سلاح في الشرق الأوسط؟ هل ينجح أكثر في تقسيم الشارع العربي والإسلامي؟
 

للرئيس الأمريكي الجديد دونالد ترامب تاريخ في التجارة، فهو رجل أعمال ولديه مؤسسات تجارية وإقتصادية ترك الإشراف عليها بعد توليه الرئاسية ولكنه تحول منذ دخوله البيت الأبيض إلى تاجر شر حيثما يحل يفتح جعبة شره ويتاجر به وعند ما يعود إلى بلاده يبشر شعبه بتوفير فرص جديدة للعمل والشغل بفضل صفقاته لبيع أنواع السلاح التي من شأنها الدمار والخراب والقتل والفتك.
وهكذا يريد ترامب أن ينعش الاقتصاد الامريكي ورفع مستوى الدخل لمواطنيه عبر خلق فرص جديدة للحروب والإشتباكات بين المسلمين، أبناء أمة محمد. 
استفتح ترامب تجارة الشر بزيارته المملكة السعودية حيث لم يكتف بعقد صفقة 110 مليار دولار بل حاول زرع الفتنة بين دولتين لا يفصل بينهما وشعبهما وتاريخهما إلا الحدود الجغرافية. 

إقرأ أيضًا: هل إستخدم الحرس الثوري قوارب الصيد لضرب السعودية؟
ما إن عاد هذا الشرير المتجول الى بيته حتى اشتعل فتيل الصراع بين قطر وأربع دول عربية، وعلق الشرير على ما حدث بين تلك الدول بانه لم يحدد الدولة الداعمة للإرهاب وانما تلك الدول العربية اتهموا قطر بدعم الإرهاب. 
وإستفاد ترامب من تخويف العرب بعضهم لبعض من عقد صفقات إضافية، فهو يزرع الكراهية ليحصد صفقات السلاح.
وكان لافتًا منذ تأجيج الصراع بين الدول الأربع وقطر أن إيران دعت الطرفين إلى الحوار والهدوء وإعطاء الدبلوماسية حظها لحل الصراع بالرغم من العداء بين دول مجلس تعاون دول الخليج من شانه ان يصب لمصلحة إيران سياسيًا وإقتصاديًا كما حصل فعلًا منذ فرض الحصار على قطر.
ولكن إيران تريد من وراء تلك السياسة إحباط مخطط ترامب وافشاله أولًا وتعرف ايران بأن عليها أن  تتقي فتنة لا تصيبن الذين تورطوا في الصراع خاصة وأن الجميع يخسر بحال وقوع حرب جديدة في المنطقة ولن يخرج طرف منها منتصرًا وهذا هو الحال في حرب اليمن التي لم تحسم بعد ثلاثة أعوام وذهب ضحيتها الآلاف.

إقرأ أيضًا: قصف دير الزور: الأسباب، الرسائل والتداعيات
لم يقتصر شر ترامب على الشرق الأوسط بل سيصل إلى أوروبا بفضل فرض عقوبات قاسية على روسيا وشركاءها الأوروبيين، تلك العقوبات التي أقرها مجلس الشيوخ وسوف يصادق عليها ترامب بعد إقرارها من قبل الكونغرس، تعاقب الشركات الأوربية التي تتعامل مع روسيا ولهذا صرخت ألمانيا التي تستورد من روسيا 60 في المائة من حاجاتها لمصادر الطاقة.
وأعلنت المانيا بأنها لن تخضع لنهج ترامب الابتزازي فلماذا يخضع العرب لهذا النهج؟ الا تعرف الانظمة العربية ان شعوبها تكره أمريكا ومصلحة تلك الانظمة تقتضي تقاضي عن الشيطان الذي تجسد في دونالد ترامب أكثر من أي رئيس أمريكي سابق؟!

 

باحث شريفي