ماذا يقول السفير الاميركي السابق في سوريا عن مشاركة ايران وحزب الله في الحرب السورية
 

أولاً: وأسأل بها خبيرا...
آخر سفير أميركي لدى سوريا، السيد روبرت فورد في مقابلة جريئة مع صحيفة الشرق الأوسط "يُبشّر" بالغلبة الإيرانية على المنطقة العربية، وقدرة نظام الأسد، وإن خلال عشر سنوات، على السيطرة التامّة على سوريا بعد استعادة درعا عاجلاً أم آجلاً، وبعدها يذهب إلى إدلب، بمساعدة الروس دائماً (الذين يصدقون ويوفون العهد مع حلفائهم بخلاف الأميركيّين) ، وبعدها إلى القامشلي، حيث تنعقد صفقة تاريخية (مُشينة طبعاً) بين النظام وإيران وتركيا لتدمير الأكراد.

إقرا أيضا: خطة أبي خليل الكهربائية...إلى العناية الفائقة

ثانياً: الخذلان الأميركي والفرار من الزحف...
يُذكّر فورد بتاريخ الأميركيين بخذلان أصدقائهم وحلفائهم (ربما نسي أن يستثني إسرائيل)، فقد سبق لهم أن انسحبوا من لبنان، عند أول ضربة،عام ١٩٨٣، واحتلوا العراق عام ٢٠٠٣ ،وبذلوا في سبيل ذلك كلّ غالٍ ونفيس، لينسحبوا بعد ذلك ،وتركه طُعمة لإيران، وهكذا يتوقع فورد أن ينسحبوا من شمال سوريا تحت ضغط الوجود الإيراني واللبناني (حزب الله) والتركي، ويتركون الأكراد طعمةً للنيران، وهذا غباء سياسي وغير أخلاقي يقول فورد (يبدو أنّ هذا الغباء ملازم للسياسة الأميركية قبل أوباما وبعده)، فقد سبق لهنري كيسنجر أن تخلّى عن الأكراد. وبذلك تتحقّق "لعنةُ التاريخ" التي تلاحق هذا الشعب، إذا ما تخلّى عنه الأميركيون في هذه الملحمة التي تدور رُحاها من كردستان العراق حتى الحدود السورية التركية، وتركهم فريسة سهلة لوليّ الفقيه في إيران والأسد السوري واردوغان التركي.

إقرا أيضا:الأمير محمد بن سلمان.. القائد الفعلي للمملكة العربية السعودية

ثالثاً: أوباما...الغيوم السّود والرايات البيض...
تصريحات فورد مُرعبة وخطيرة، وتنشر الغيوم السوداء في سماء المنطقة بكاملها، فحيثما كان قد حلّ أوباما حلّ معه الخراب والقتل والتهجير، انسحب من العراق وتركه لقمة سائغة للايرانيين والدواعش بعد ذلك، أعطى الأسد الفرصة تلو الأخرى لالتقاط أنفاسه وتدمير سوريا وقتل ما طالته يده، وتهجير ثلث الشعب السوري، (ودائماً بفضل المدد الإيراني والروسي)، وسمح للايرانيين بالتمدد في المنطقة العربية وافتعال الصراعات وشنّ الحروب الأهلية، وعقد معهم اتفاقاً نووياً أحيا سياساتهم الشرق-أوسطية. وحجب السلاح عن المعارضة السورية، فماذا ترك للرئيس ترامب؟ يقول فورد :لم يترك خيارات، المنافذ مسدودة، انتهت اللعبة ،وترامب لن يُفلح في شيء، تأخّرنا، يقول الأميركيون: too late, أي لا أمل البتّة،، وعندها لا بأس من رفع الرايات البيضاء في شمال سوريا، طالما أنّ الجبهة الجنوبية هادئة، وإسرائيل بألف خير.