تحت عنوان "محمد بن سلمان سيحكم السعودية خلال الخمسين سنة المقبلة"، تناولت الكاتبة في مجلة "فورين بوليسي" الأميركية إليزابيث نيكلسون تأثير تعيين العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز ابنه المفضّل ووزير دفاعه محمد بن سلمان ولياً للعهد، على الشرق الأوسط.


في تقريرها، لفتت نيكلسون إلى أنّه يمكن لبن سلمان الذي يبلغ 31 عاماً أن يصبح ملكاً للسعودية لنصف قرن، مشيرةً إلى أنّ توقيت الأمر الملكي الذي قضى بتعيينه ولياً للعهد شكّل مفاجأة على عكس فحواه.

عن بن سلمان، وزير الدفاع وصاحب رؤية 2030 الاقتصادية، أوضحت نيكلسون أنّه رفع خلال السنتين الفائتتيْن التي لعب خلالهما أدواراً بارزة، سقف التوقعات بشأن ما يمكنه إنجازه، مستدركةً بالقول إنّه أخفق في تحقيق انتصارات عظيمة في أغلب الأحيان.

في المقابل، تطرّقت نيكلسون إلى الطموحات التي يأمل بن سلمان بتحقيقها في الخارج، لافتةً إلى أنّه يتزّعم حملة لكسب ود الإدارة الأميركية الجديدة ويأمل في أن يدعمه الرئيس الأميركي دونالد ترامب في نزاع إقليمي آخر يُضاف إلى ذاك المندلع بين بلاده وإيران.

إلى ذلك، عرجت نيكلسون إلى الأزمة القطرية الخليجية، معتبرةً أنّ الأمر الملكي الذي صدر أمس الأربعاء يوضحها قليلاً، إذ يوجه قطع الرياض علاقتها بالدوحة رسالة بشأن ما يمكن للأخيرة توقعه خلال العقود المقبلة.

بدوره، رأى الكاتب الأوكراني ياروسلاف تروفيموف في صحيفة "وول ستريت جورنال" الأميركية أنّ تعيين بن سلمان ولياً للعهد يعني ازدياد نشاط السعودية، متوقعاً مزيداً من الاضطراب في الشرق الأوسط.

في السياق نفسه، أكدّ تروفيموف أنّ الصراع بين أفراد العائلة الحاكمة انتهى وأن السلطة باتت بين يدي جيل شاب من الأمراء العازمين على إظهار أنّهم من يتحكم بزمام الأمور في الشرق الأوسط، مرجحاً أن يزداد الموقف السعودي إزاء قضايا المنطقة تهوّراً بعد تجريد ولي العهد السابق محمد بن نايف من مهامه كوزير للداخلية.

من جهته، علّق الخبير في معهد "وودرو ويلسون" أندرو بوين على ترفيع بن سلمان بالقول: "من المخاطرة وضع قائد متصلّب وعنيد وانفعالي جداً وأكثر قومية في هذا المنصب بالمقارنة مع بن نايف الذي كان هادئاً ومتأنياً وبراغماتياً". أمّا المعلّق السياسي ورجل الأعمال السعودي أحمد الإبراهيم، فتوقّع أن يزداد الموقف السعودي حزماً في سواء على مستوى الحرب في اليمن أو الأزمة مع قطر، موضحاً أنّ السياسة الخارجية السعودية ستصبح أثر انفتاحاً وديناميكية.

من جهته، رأى المحلل في صحيفة "واشنطن بوست" الأميركية إيشان ثارور أنّ اتخاذ الملك السعودي قرار تعيين بن سلمان ولياً لعهده يعني أنّه بات الشخصية السياسية الأهم في البلاد نظراً إلى الشائعات التي تتحدّث عن مرض والده ووهنه.

ثارور الذي شدّد على أن معارضي بن سلمان يرونه حاكماً متهوّراً وانفعالياً ويتخوّفون من ازدياد التوترات في الشرق الأوسط منذ وصوله إلى الحكم في العام 2015، نقل عن الكاتب المتخصص في الشؤون الخليجية سايمون هندرسون قوله إنّ تعيين الأمير الشاب ولياً للعهد يؤكد تحسن العلاقة السعودية-الأميركية بعدما توتّرت في عهد الرئيس باراك أوباما بسبب الاتفاق النووي الإيراني بشكل أساسي وتحذيره من عدم ضرورة اتصاف العلاقات المستقبلية بين الطرفين بالانسجام.

في ما يتعلّق بموقع "بلومبيرغ"، فوصف بن سلمان بالرجل الخطر، وتناول توليه ملفي الدفاع وصناعة النفط وعلاقته بترامب وتقرّبه من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين.

وانتقد "بلومبيرغ" تدخل بن سلمان في اليمن وتبني السعودية مواقف إقليمية أكثر عدائية في عهده، معتبراً أنّ الرياض بحاجة إلى قائد قادر على الموازنة بين الولايات المتحدة وروسيا.

وعليه، رأى "بلومبيرغ" أنّ الملك سلمان وبن نايف فهما التحدي في الوقت الذي يبدو فيه أنّ بن سلمان يميل كثيراً إلى ترامب، خالصاً إلى أنّ الشرق الأوسط بحاجة إلى قادة أقل رعونة لنزع فتيل النزاعات التي يشهدها بدلاً من تعميقها.

(Foreign Policy - WP - WSJ - Bloomberg)