آخر سفير أميركي لدى سوريا روبرت فورد في مقابلة مع صحيفة الشرق الأوسط: إن إيران وحزب الله أنقذا الأسد، ويريدان سحق المعارضة السورية.
 

أكد "روبرت فورد"، أن الإيرانيين سيدفعون الأميركيين إلى الإنسحاب من شرق سوريا كما إنسحبوا من بيروت والعراق، لافتًا إلى أن الأكراد سيدفعون غاليًا ثمن ثقتهم بالأميركيين، مشيرًا إلى أن إدارة ترامب تريد تقليص النفوذ الإيراني لكنهم تأخروا كثيرًا، فأوباما لم يترك لإدارة ترامب الكثير من الخيارات لتحقيق هدفها.
وقال فورد إن الجيش الأميركي يستخدم الأكراد فقط لقتال تنظيم الدولة، ولن يستعمل القوة للدفاع عنهم ضد قوات النظام السوري أو إيران وتركيا، وأشار إلى أن ما تقوم به أمريكا تجاه الأكراد غباء سياسي وغير أخلاقي.
وتطرق إلى زيارته إلى حماة في حزيران 2011، مشيرًا إلى أنها  تضمنت رسالة إلى نظام الأسد أن بلاده تأخذ المسألة جديًا، ومشيرًا إلى السلبيات من زيارته تلك، الأولى أن نظام الأسد إستعمل زيارته لدعم دعايته أن الثورة السورية مؤامرة خارجية والثانية أنها شجعت الحركة الإحتجاجية لتنمو، لكن الأميركيين لم يكونوا على إستعداد لإرسال الجيش لمساعدة السوريين، ما يعني، أننا أعطينا السوريين أملًا زائفًا.
ولفت فورد أنه في ﻧﻬﺎﻳﺔ عام 2013 كان يعتقد "ﺃﻥ ﺣﺮﺏ ﺍلإﺳﺘﻨﺰﺍﻑ ﺳﺘﻜﻮﻥ ﻗﺎﺳﻴﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻨﻈﺎﻡ في سوريا  ﻭأنه ﺳﻴﻔﺎﻭض ﻋﻠﻰ ﺻﻔﻘﺔ"، وتابع: "ﻫﺬﺍ ﺃﻛﺒﺮ ﺧﻄﺄ ﺳﻴﺎﺳﻲ إﺭﺗﻜﺒﺘﻪ، ﻟﻢ ﺃﻛﻦ ﺃﺗﻮﻗﻊ ﺃﻥ ﺗﺮﺳﻞ ﺇﻳﺮﺍﻥ ﻭ ﺣﺰﺏ الله ‏ﺁﻻﻑ ﺍﻟﻤﻘﺎﺗﻠﻴﻦ، لم أكن أتوقع أن يضحي حزب الله بسمعته في العالم العربي لأجل الأسد، ﻛﻨﺖ ﺃﻋﺘﻘﺪ ﺃﻧﻬﻢ ﺳﻴﻔﺎﻭﺿﻮﻥ ﻋﻠﻰ إﺋﺘﻼﻑ ﺳﻴﺎﺳﻲ ﺃولًا".
وشرح فورد أنه في عام 2014 كان علينا الضغط على النظام، خاصة بعد فشل خطة كوفي أنان، وبعثة روبرت مود. (المبعوثين الدوليين)، طرحت فكرة دعم المعتدلين من المعارضة بالسلاح، والضغط على النظام ووقف تقدم المتطرفين، وبالفعل وافقت حينها كلينتون فورًا على الفكرة، وبدء تسليح المعارضة، في الوقت الذي رفض فيه أوباما التسليح.
وقد أكد فورد أن النظام إستعمل السلاح الكيماوي بكميات صغيرة في محافظة حلب وريف دمشق، بحسب تقارير، لافتًا إلى أن المعارضة كانت دومًا تطالب من الولايات المتحدة حظر جوي وتدخل أمريكي، وفي وقتها "عام 2013" لم تكن واشنطن تريد تغير رئيس المخابرات الجوية والعسكرية والأمن السياسي والإستخبارات العامة، إذا تغير رئيس المصرف المركزي ووزير المال، ثم يُعين مستقلون بدلًا منهم من دون سيطرة الأسد يمكن قبول بقائه.
ثم تطرق فورد إلى مفاوضات "جون كيري" مع نظيره الروسي "سيرغي لافروف" في مفاوضات جنيف والإنتقال السياسي، عام 2013، وطالب كيري حينها بحكومة إنتقالية وإستعداد المعارضة للتفاوض، وأجاب لافروف حينها، "إذا كنت تعتقد أننا سنأخذ الأسد ونعرض اللجوء، أنت مخطئ".
وإنتقل فورد للحديث عن معركة القصير ودخول حزب الله، وإستعمال نظام الأسد للكيماوي، مشيرًا إلى أنه في نهاية 2013، تلاشى رئيس أركان الجيش الحر، "سليم إدريس"، وظهرت "أحرار الشام" و"النصرة"، وأشار على أن الموقف الإيراني سيتقدم، بسب عدم التصعيد الأمريكي، وكنا نتوقع أن يأخذ الأسد دمشق والساحل وحمص وحماة، لكنه لن يأخذ حلب ولن يذهب شرقًا، ولم نكن نتوقع، في 2014 و2015، المزيد من الإيرانيين والعراقيين والأفغان وحزب الله ثم روسيا ترسل قواتها الجوية.
وإعتبر فورد أن الأسد يرى أنه منتصر، وربما خلال عشر سنوات سيأخذ كل البلاد، مضيفاً "لن يحاسب النظام على السلاح الكيماوي والقتال والتعذيب والبراميل المتفجرة واللاجئين والنازحين، سيأخذ النظام بعض الوقت كي يستعيد درعا، عاجلًا أو آجلا سيذهب إلى إدلب، سيساعده الروس وسيذهب إلى القامشلي ويعقد إتفاقًا مع إيران وتركيا لتدمير الأكراد".
وقال في جانب آخر من الحوار: "أعتقد أن ما نقوم به مع الأكراد ليس فقط غباءً سياسياً، بل غير أخلاقي، الأمريكيون إستخدموا الأكراد لسنوات طويلة خلال حكم صدام حسين، هل تعتقد أن الأمريكيين سيعاملون "الإتحاد الديمقراطي" و"وحدات حماية الشعب" في شكل مختلف عما عامل وزير الخارجية الأسبق هنري كيسنجر الأكراد العراقيين عندما تخلى عنهم، وتابع: بصراحة، مسؤولون أمريكيون قالوا لي ذلك، الأكراد السوريون يقومون بأكبر خطأ لدى ثقتهم بالأمريكيين، وأضاف: لن يستخدموا الجيش الأمريكي للدفاع عن "غرب كردستان" كإقليم مستقل في مستقبل سوريا.
وأمل حديثه: إن الأمريكيين سيعرفون قريبًا أن إيران ستصعد وأن أمريكا لن يكون لديها الصبر والقوة العسكرية للقيام بتصعيد مقابل، مضيفًا: "سينسحب الأمريكيون،  كما تعرف إنسحبنا من بيروت في 1983 وإنسحبنا من العراق أيضًا".
واختتم بالقول إن الإيرانيون يريدون إنهاء المعارضة وللأبد، وإن ترامب "يريد تقليص النفوذ الإيراني هكذا سمعت من أحد مستشاري ترامب قبل أسابيع، لكن لا يعرف أن اللعبة انتهت، تأخروا كثيرًا، أوباما لم يترك لإدارة ترامب الكثير من الخيارات لتحقيق هدفها".