الهدف الأول علني كما جرى التعبير عنه في الدعوة الرئاسية لجهة تنشيط العمل الحكومي
 

المهم وُلد القانون في النهاية وصار نافذاً، ولا تنفع أية محاولات أو شعارات سياسية أو شعبوية في تغيير المسار الذي تمّ سلوكه وانتهى الأمر، على أنّ الأهم أنه في أجواء ولادة القانون الجديد، وُلدت الدعوة الرئاسية الى "لقاء الخميس" في القصر الجمهوري في بعبدا للتشاور في أولويات المرحلة المقبلة وتنشيط العمل الحكومي. ولكن هناك مَن يقرأ في الدعوة الرئاسية لعقد لقاء الخميس مع رؤساء الأحزاب المشارِكة في الحكومة هدفين:

• الهدف الأول، علني كما جرى التعبير عنه في الدعوة الرئاسية، لجهة تنشيط العمل الحكومي، ولكنّ مجرّد الدعوة الى «التنشيط» معناه تسجيل علامة سلبية للحكومة، والإقرار بشكل غير مباشر بعجزٍ أصابها عن القيام بالمهام المطلوبة منها وتلك التي وعدت فيها في بيانها الوزاري.

وبطبيعة الحال سيشكّل اللقاء فرصةً لإعادة التذكير بالإنجاز الذي تحقق بإقرار القانون الانتخابي الجديد والتركيز على أهميّته، وخصوصاً أنّ ولادته ظلت حتى اللحظات الأخيرة شبه مستعصية، والبلد يسير معها على حافة الهاوية.

• الهدف الثاني، ضمني، يعكس أنّ "لقاء الخميس" في بعبدا، هو حاجة رئاسية قبل أيّ شيء، يُراد منه ما يلي:

أولاً، أن تكون لحظة انعقاد لقاء الخميس بمثابة إعلان رئاسي غير مباشر بنهاية مرحلة وبدء مرحلة جديدة.

ثانياً، أن يمكّن انعقاد اللقاء الرئاسة من تجاوز هنّات المرحلة الماضية والتعقيدات التي رتّبتها والمشكلات التي خلفتها، ورسم أسس المرحلة الجديدة. (التي يُفترض أن تقوم على قواسم مشترَكة مع الجميع. وإعادة بناء الجسور مع القوى السياسية وترميم العلاقات معها).

ثالثاً، أن يشكّل اللقاء فرصةً للرئاسة الأولى لأن تستعيد موقع الرعاية الذي تعرّض لما هو أكثر من تصدّع، بعدما تخلّت عن هذا الموقع وانتقلت خلال مقاربة القانون الانتخابي، الى موقع الطرفيّة الذي هشّم صورة الحاضن، وصورة الأب الراعي، وجعلها تنزلق الى الانحياز الى الطروحات التي كان لها الأثر التوتيري على كل الواقع السياسي في الفترة الأخيرة.

ما يعني أنّ الهدف الأساس من لقاء الخميس، استعادة صورة الرئيس الراعي، واستعادة صورة الرئيس الأب، واستعادة صورة الرئيس الحكم الذي يُفترض أن يكون على مسافة واحدة من كل الأطراف. هل يستطيع رئيس الجمهورية إعادة لحم ما انكسر أو ما تصدّع بينه وبين بعض القوى الأساسية، وهل يستطيع أن يشفي الجسم الرئاسي من الشظايا التي أصابته خلال معركة القانون الانتخابي؟