رحمك الله يا عائلة شقير المحترقة، فنحن نستحق الموت حرقًا وغرقًا لأننا سكتنا عنكم، فلماذا لم يكن في عائلتكم نائب أو وزير؟
 

أسبوع مرّ على حريق برج لندن المؤلف من 27 طابقًا، أسبوع ولا يزال اللبناني باسم طعان شقير وزوجته من بلدة نحلة في بعلبك من عداد المفقودين، ومعهما بناتهما الثلاث (فاطمة وزينب وميرنا، البالغات 3 و10 و13 عامًا)، ووالدة زوجته سرية شقير، ومع ذلك لا تزال الدولة اللبنانية متقاعسة عن تأدية دورها في معرفة مصير آل شقير.
أسبوع من الإنتظار وخيبة الأمل مرّ على والدا باسم المسنّان طعان وبدر اللذان باشرا تلقي واجب العزاء بأفراد العائلة الـ 6، وينتظران من الدولة اللبنانية أن تؤكد لهما إن كانت ثمة جثث لأفراد العائلة أم لا، بعد أن أيقنوا أنه من المستحيل بقاء باسم وعائلته على قيد الحياة، لأن العائلة تعيش ضمن الطبقات العليا للبرج والتي كانت الأكثر إستيعابًا للنيران.

إقرأ أيضًا: 7 ضحايا للسلاح المتفلت في أسبوع واحد.. الجرائم في لبنان تزداد فإلى متى؟
ألم تهتز دولتنا الكريمة بخبر موتهم؟ حقًا غفر الله ذنبكم يا آل شقير فلماذا لم يكن في عائلتكم نائب أو وزير؟ ولماذا إحترقتم في منزلكم ولَم تكونوا تمضون ليلتكم في الملاهي الليلية؟ وأين إهتمام الدولة اللبنانية التي لم تحرك ساكنًا ولم توكل المعنيين للإهتمام بهذه الحادثة أو إرسال الطائرات الخاصة أو على الأقل صناديق لنقل ما تبقى من جثث الضحايا المتفحمة إلى أرض وطنهم؟! فأين الإستنفار الوزاري والنيابي وأين الوفود التي أُرسلت يوم حادثة ملهى رينا؟ 
العيب كل العيب على وزارتنا الخارجية الممثلة بالوزير جبران باسيل وتقاعسه عن أبسط واجباته، ألا وهي حماية حقوق المغتربين على كافة أصقاع الأرض.
لم يكن ذنبكم يا آل شقير إلا أنكم من منطقة بعلبك المحرومة والمتروكة والمنسية، والذنب الأكبر أنكم لبنانيون. 
وحدها إستغاثة والدة الضحية باسم هزت مشاعر الناس ولم تهز كيان الدولة، لأنه على ما يبدو لا يُسمع في هذا البلد إلا أصوات الأغنياء والمدعومين حزبيًا.. أما الفقراء، والغير منتمين للأحزاب فلا صوت لهم.
فعلًا نحن نستحق الموت حرقًا وغرقًا لأننا سكتنا عنكم، ورحمكم الله يا آل شقير إن كنتم من عداد المتوفين.