أعلن الناطق باسم وزارة الخارجية الإيرانية بهرام قاسمي أمس، أن مساعد الوزير للشؤون العربية والأفريقية حسين جابري أنصاري، زار قطر مساء السبت، والتقى مسؤولين في الدوحة، وتبادل معهم «وجهات النظر في العلاقات بين البلدين وأهم القضايا الدولية، وأبلغ إليهم رسائل مودة من المسؤولين في طهران». وأشار إلى رغبة بلاده في «دعم الوحدة والتضامن في العالم الإسلامي لإرساء أسس السلام والأمن في المنطقة».

لكن مصادر في طهران قالت لـ «الحياة إن أنصاري الذي التقى وزير الخارجية القطري محمد بن عبدالرحمن آل ثاني «نقل رسالة شفهية من الرئيس حسن روحاني الى الأمير تميم بن حمد آل ثاني تؤكد تعاطف الحكومة مع موقف الدوحة، خصوصاً في ما يتعلق بالمقاطعة التي فرضتها السعودية والإمارات والبحرين ومصر».

وهذه الزيارة هي الأولى لمسؤول إيراني الى الدوحة، منذ اندلاع الأزمة الأخيرة، إذ كان وزير الخارجية محمد جواد ظريف اكتفى بمهاتفة نظيره القطري، وزار تركيا للبحث في الموقف.

وترددت أنباء في طهران أن أنصاري التقى الشيخ تميم ونقل إليه رسالة روحاني الذي أعرب فيها عن «وقوف إيران إلى جانب الشعب القطري، واستعدادها لتقديم أي مساعدة تحتاج إليها الدوحة، من المواد الغذائية الضرورية، وفتح الموانئ والأجواء أمام الطائرات والسفن القطرية»، لكن «وكالة الأنباء القطرية» ذكرت أن رسالة روحاني الى الشيخ تميم نقلها أنصاري خلال لقاء جمعه مع وزير الخارجية القطري الشيخ محمد بن عبدالرحمن آل ثاني مساء السبت. ولم تذكر الوكالة المزيد من التفاصيل أو ما اذا كان الأمير استقبله.

وأفادت مصادر اقتصادية في طهران أن لدى الدوحة وأنقرة رغبة مشتركة في عبور الشاحنات التركية عبر الأراضي الإيرانية وصولاً الى ميناء الدير، وهو أقرب نقطة إلى السواحل القطرية، لنقل البضائع والتجهيزات العسكرية التي يحتاجها المستشارون او الجنود الأتراك في قطر، استناداً إلى موافقة البرلمان التركي.

وتستبعد أوساط إيرانية دخول طهران في حلف مع الدوحة وأنقرة لمواجهة بقية دول مجلس التعاون الخليجي، وتطالب هذه الأوساط الحكومة بالوقوف على الحياد من هذه الأزمة، حتى وإن كانت طهران جزءاً من المشكلة. لكن مصادر متشددة ترى ضرورة استغلال النزاع الخليجي لمصلحتها، لكن هذه الرغبة تصطدم بموقف حكومة روحاني التي تحاول تهدئة الأمور والانفتاح على الدول الخليجية.

وكان لافتاً عدم متابعة وزارة الخارجية الإيرانية أمس، قضية قتل صياد إيراني في مياه الخليج، على رغم نقل وسائل الإعلام مساء السبت تفاصيل الحادث. وقال قاسمي إنه يتابع الأخبار من دون أن يتهم أي دولة، في خطوة فسرتها المصادر الإيرانية بأنها رغبة الحكومة في عدم التصعيد والبحث عن قواسم مشتركة أكثر من رغبتها في خلق فرص للاختلاف.

وفي باريس واصل الرئيس إيمانويل ماكرون محاولاته تخفيف التصعيد في منطقة الخليج، ويستقبل مساء اليوم العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني والملكة رانيا في قصر الإليزيه، على أن يستقبل ولي العهد الإماراتي الشيخ محمد بن زايد بعد غد، في حين يتوقع أن يزور أمير قطر الشيخ تميم بن حمد باريس بعد عيد الفطر.

وكان ماكرون أشار خلال زيارته الرباط الأسبوع الماضي الى أنه والعاهل المغربي محمد السادس يبذلان مساعي للتهدئة وتخفيف التصعيد بين دول مجلس التعاون الخليجي، مؤكداً أنه سيواصل هذه المساعي في الأيام المقبلة.

وفي إطار الاتصالات الفرنسية - الخليجية أيضاً، يلتقي وزير الخارجية الفرنسي جان إيف لو دريان بعد ظهر اليوم وزير الخارجية الإماراتي الشيخ عبدالله بن زايد.

وفي المنامة، طلبت الحكومة من جنود قطريين مغادرة أراضيها خلال 48 ساعة، وأكدت السلطات البحرينية للقائد المسؤول عن القاعدة الأميركية في البحرين، ضرورة مغادرة الجنود القطريين العاملين في القاعدة وينفذون مهمات تتعلق بالحرب على تنظيمات إرهابية في الشرق الأوسط.

وأعرب مجلس النواب عن رفضه القاطع واستنكاره البالغ للتدخلات السافرة في الشأن البحريني الداخلي من قبل النظام القطري بهدف زعزعة الأمن والاستقرار في مملكة البحرين، وأكد أن ما وقع من أحداث مؤسفة عام 2011 وحتى اليوم هو مؤامرة وليس حراكاً شعبياً، من خلال طابور خامس إيراني متمثل في ولاية الفقيه، وبدعم من النظام القطري.