هل تريد السعودية إسترضاء الرئيس الأمريكي ترامب الذي أوصى بشن حرب عربية ضد إيران خلال زيارته الأخيرة إلى الرياض؟
 

 يوم السبت الماضي فتح خفر السواحل السعودية النار على زورق إيراني خلال عملية الصيد أصيب أحد الصيادين بالرصاص على ظهره ما أدى الى مقتله.
دخول قوارب الصيد الإيرانية إلى مياه السعودية الإقليمية لا يوفر مبررا لفتح النار عليهما وليست المرة الأولى التي يدخل فيها الصيادون الإيرانيون  مياه دول أخرى بسبب أمواج البحر كما يدخل الصيادون في جميع الدول الخليجية مياه بعضهم البعض ويتم توقيفهم وتسليمهم إلى دولهم. وقد دخل صيادون إيرانيون سابقا المياه السعودية الإقليمية وتم إيقافهم ثم تسليمهم إلى إيران.

إقرأ أيضا : تيلرسون يتفق مع المرشد الأعلى خامنئي
هذا وقد أكد الناطق الرسمي لوزارة الخارجية الإيرانية على أن  ما فعله خفر السواحل السعودية ليس مقبولا قانونيا ولا إنسانيا  فحتى لو إخترق قارب الصيد مياه السعودية الإقليمية ما كان يحق لحرس الحدود السعودية إطلاق الرصاص عليه.
فهل أخطأ حرس الحدود السعودية في إطلاق النار على زورق الصيادين الإيرانيين أم تريد السعودية إرسال رسالة الى إيران مفادها أنها جاهزة للمواجهة العسكرية مع إيران؟ 
هل تريد السعودية إسترضاء الرئيس الأمريكي ترامب الذي أوصى بشن حرب عربية ضد إيران خلال زيارته الأخيرة إلى الرياض مع أنه صرح بأن  الولايات المتحدة لن تدخل في حرب مع إيران من أجل العرب؟
إن إيران والسعودية تخوضان حربا عسكرية في اليمن وسوريا وحربا إعلامية دبلوماسية في أكثر من جبهة ولكن يبدو أن هناك رغبة عند السعودية للحرب العسكرية المباشرة بعد مجيء الرئيس ترامب الذي إختار أسلوب المواجهة في دبلوماسيته ويفكر في إنعاش الصناعة العسكرية الأميركية عبر صفقات السلاح مع الدول العربية النفطية. 

إقرأ أيضا : دبلوماسي إيراني: لا مقامات مقدسة في قطر
هذا وكان الرئيس الامريكي السابق باراك أوباما يمشي بإتجاه مختلف حيث كان يرى بأن مشكلة السعودية الحقيقية ليست مع إيران وإنما مع الإرهاب والتطرف وكان ينصح السعودية بتقاسم النفوذ مع إيران. 
كانت الملفات السابقة بين إيران والسعودية كفيلة بتأزم العلاقات بينهما حيث أن حادث تدافع منى والهجوم على مبنى السفارة السعودية في طهران وحربهما بالوكالة في اليمن وسوريا وحربهما الناعمة في لبنان باتت غير محسومة ويتم فتح ملف جديد عنوانه خرق حدود السعودية البحرية. 

إقرأ أيضا : أين السعودية من تفجيرات طهران الارهابية؟
وشهدت العاصمة الإيرانية في الأسبوع الماضي هجمات إرهابية سبقها وعد ولي ولي العهد السعودي بجر المواجهات إلى داخل الحدود الإيرانية ما دفع السلطات الإيرانية بالربط بينهما بالرغم من أن السعودية نفت أي صلة لها بتلك الهجمات الإرهابية وأخذت داعش على عاتقها  مسؤولية تلك الهجمات. 
 وأعقبت الهجمات الإرهابية الداعشية في طهران سلسلة من الإشتباكات بين القوى الأمنية والإرهابيين في الجانبين الشرقي والغربي ما أدى إلى سقوط العشرات من الإرهابيين.
 وكان أعنف الإشتباكات تلك التي وقعت بين قوات الحرس الثوري وجماعات مسلحة في محافظة كرمنشاه المتاخمة للحدود العراقية أسفرت عن مقتل 50 إرهابيا.