فعّلت القوات اللبنانية نشاطها. أراد رئيسها سمير جعجع التذكير بمتابعته مجريات جلسات الانتخابات الرئاسية، حينها كانت تفتح أبواب معراب أمام سياسيين وإعلاميين لمشاركة "الحكيم" بمتابعة مجريات الجلسات، للتأكيد على أهميتها بالنسبة إلى القوات. لا يتردد القواتيون في إعلان أبوتهم للقانون الجديد. لكن جعجع أراد أن تكون متابعته مدعّمة بالقوّة القواتية الضاربة. لم يرد أن يكون وحده. بل كان إلى جانبه كل المرشحين المفترضين للقوات في الإنتخابات المقبلة، وكل المسؤولين عن الماكينة الانتخابية.

استقبل جعجع ضيوفه وزواره بتقديم "المغلي" احتفاء بالمولود الانتخابي الجديد. الصورة واضحة، الحضور، والموقف، كلها عناصر مشهدية لرسائل جرى إيصالها إلى الأقربين والأبعدين. وأولى الرسائل أن القوات شريكة في العهد، ولن تكون ملحقاً. والدليل هو دور معراب، والرسالة المراد إيصالها لكل المنزعجين من الوزير جبران باسيل، بأنه النقيض له، والدليل الوصول إلى القانون، ومراعاة هواجس الجميع، والحرص على كل الكتل والطوائف في هذا القانون. أكد جعجع أكثر من مرّة أن القانون مثالي، لأنه في لبنان حين تنجز شيئاً يعتبر بحد ذاته إنجاز، وليس هناك نموذج تجري المقارنة معه.

الكلمة الوحيدة التي يجتمع عليها القواتيون، هي أن القانون الجديد أدخل لبنان في مرحلة سياسية جديدة، ليس فيها أي تهميش، وتوفر صحة التمثيل ووحدة المعايير، خصوصاً على الساحة المسيحية. وهذه المرحلة الجديد بالنسبة إلى القوات، هي تحقيقها الإنجاز أولاً، وثانياً فتح العديد من الدوائر التي كانت مقفلة بوجهها. بالتالي، فإن التمثيل الصحيح للقوات سيتكرس من خلال هذا القانون، واستناداً إلى أرقام أولية، تشير القوات إلى أن عدد الكتلة سيرتفع من 8 نواب، إلى ما بين 13 و15 نائباً بقوتها الذاتية وبمعزل عن أي تحالفات.

يصف البعض ما فعلته معراب بأنه إستعراض للقوة، زياد الحواط عن جبيل، نعمت افرام ومي شدياق عن كسروان، في المتن أدي أبي اللمع وملحم الرياشي، في عكار وهبي قاطيشا، وقد يفاوض على شخص آخر، في البترون أعلن ترشيح فادي سعد، فادي كرم سيبقى في الكورة، في جزين عجاج الحداد، وزحلة أيضاً ستكون مقبلة على تغييرات قواتية في هوية المرشحين، وهذا أيضاً سيبنى على التحالفات. مع التأكيد أن جعجع يريد مرشحين قواتيين ومرشحين أصدقاء، القرار النهائي بشأنهم بعد اتضاح صورة التحالفات الانتخابية. لدى القوات آراء عديدة بشأن الترشيح، فمثلاً قد تقتضي المصلحة والتكتيك، الترشح مع التيار الوطني الحر على لوائح مختلفة، وذلك لتجنب مسألة تشتيت الأصوات التفضيلية، وإذا ما حصل ذلك، سيتمسك جعجع بالمرشحين الحزبيين. أما في حال حصل في بعض الدوائر الترشيح على لائحة مشتركة مع التيار، فحينها قد يتم التفاوض على أصدقاء مقرّبين.

يتفاءل جعجع، فالسلبية لا تؤذي إلا أصحابها كما يقول. هذه أيضاً رسالة إلى منتقدي القوات، والذين يعتبرون أنها خسرت بفعل التسوية الرئاسة وما تلاها. ما يريد جعجع إيصاله ولم يقله، هو جملة واحدة وأساسية بأن الانتخابات آتية، وحينها سيكون يوم الحساب والاحتساب. تراهن القوات، على أن تكون الكتلة المسيحية الأكبر، في البرلمان في انتخابات 2018، أو بالحد الأدنى أن تكون لديها كتلة مساوية لكتلة التيار الوطني الحر.