ليس إنتشار السلاح وحده من يرفع معدلات الجريمة في لبنان
 

إزداد في الآونة الأخيرة منسوب الجريمة في لبنان , إلى الحد الذي ينذر بخطر على الإجتماع الإنساني بشكل عام , وعلى الإجتماع اللبناني بشكل خاص ,  الذي بدأ يتململ من مشاهد الجريمة المتنوعة , وخاصة إذا ما راقبنا أو دققنا بالأسباب  الدافعة لها , فنجدها تافهة جدا , وفي العادة لا تحصل جريمة بتلك الأسباب غير الجوهرية , إلا ما ندر , إلا أن الملفت في لبنان في الآونة الأخيرة أن الجريمة التي تصل إلى حد القتل أصبحت شيئا عاديا , والأنكى من كل ذلك هو طريقة نقلها وعرضها على وسائل التواصل , وعلى المحطات الإخبارية .

إقرأ أيضا : «الزعران» يلاحقونك... هكذا تحمي نفسك
وكأن هناك نوعا من التأقلم مع العنف , وهذا يعتبر أخطر بكثير من الجريمة نفسها , إذ أن الجريمة لها دوافع وعوامل متعددة , وأخطرها على الإطلاق أن يكون لها حاضنة ثقافية أو إجتماعية , تبرر لها وتحاول أن تخفّف من هولها .
في كل البلاد يوجد سلاح , والسلاح مُتاحٌ لكل طالب له , والسلاح هو أحد أدوات الجريمة , وليست الجريمة متوقفة على وجود السلاح أو عدم وجوده , لأنه قد تحصل الجريمة بأي وسيلة إذا ما قرّر المرتكب فعلها .
فلذلك , إن ما نود الكلام عنه هو حصر علاج الجريمة في موضوع السلاح المنتشر , مع أن الإنتشار للسلاح يساعد على تسهيل عملية الإرتكاب , إلا أن حصر العلاج بموضوع السلاح كما نرى ونسمع من الجهات المعنية في لبنان هو هروب من الحقيقة , أو هو مصادرة عقلية , أو إذا أمعنا النظر نعرف أنه نقص في المعرفة والخبرة , وتجاهل الأسباب الحقيقية التي تكمن وراء الفعل الإجرامي . 

إقرأ أيضا : 7 ضحايا للسلاح المتفلت في أسبوع واحد.. الجرائم في لبنان تزداد فإلى متى؟
فعلاج الجريمة يكمن في العلاج الأخلاقي والتوعية , وليس فقط في سحب السلاح من أيدي الناس , وهذا يحتاج إلى مؤسسات متخصصة في الموضوع , يديرها أهل  الخبرة , وليس كما يحصل الآن , حيث جل ما حصل إلى اللحظة من محاولات للجم أو تصويب أو علاج خطورة الجريمة ومنع وقوعها , هو الحديث عنها في وسائل الاعلام , لا أكثر ولا أقل , وهذا الإستخفاف بطريقة العلاج قد يزيد من الجريمة , لأن السبب الرئيسي الدافع لها هو لا أخلاقية حامل السلاح , أو المرتكب لها .

إقرأ أيضا : سلاح متفلت ومخدرات ودعارة... مآسي الشعب اللبناني اليومية
ينبغي على المعنيين الإسراع بتأسيس ورش عمل فاعلة , وليست صورية , تعمل بشكل دؤوب على توعية الناس أخلاقيا , والفرض على الإعلام والإعلان أخذ الموضوع بجديّة , بعد نزع الأدوات الأولى المساعدة , وينبغي أن يقرأ الناس يوميا على الصفحات الأولى للصحف بشكل وافٍ , وأيضا في الخبر الأول على محطات التلفزة بشكل متكرر وإعطاء الموضوع وقتا كافيا .