نرجس كلباسي أشتري مواطنة إيرانية - بريطانية حاولت منذ عشرة أعوام أن تحاكي الأم تيريزا في بلاد الأساطير الهند.

بعد وفاة أبويها المفاجئة التي تركت تأثيرًا نفسيًا مدمرًا عليها، تركت نرجس أهلها ومسقط رأسها إيران ويبدو أنها تحولت إلى المسيحية، ربما لأنها قد اقتنعت بأن الله كان قاسيا معها حين أمات والدتها وبعد بضعة أعوام أمات والدها وهكذا يبدو أنها وجدت أن إله المسيحيين أكثر مودة للعباد! بعد ما زعلت من إله الإسلام!

باعت جميع ممتكاتها وسافرت إلى الهند بحثًا عن عمل لخدمة الفقراء والمعوقين، وبعد دراسة إجمالية للأوضاع، عادت إلى أوربا لجمع التبرعات ونجحت في اجتذاب عشرات الآلاف من الدولارات لشراء مبنى لإيواء المعوقين في احدى المدن الفقيرة في الهند. 

 

إقرأ أيضًا: أين السعودية من تفجيرات طهران الارهابية؟

وبدأت نرجس بفتح مبرة لمرضى التوحد في مدينة نائية لولاية أحمد آباد ثم وسّعت نطاق خدماتها إلى أن تمكنت من تأسيس مبرة لخدمة 500 معوق، ولكنها واجهت صعوبات وعراقيل من قبل المواطنين الهنديين الذين لم ينسوا تاريخ بريطانيا المليء بالإستعمار والمغطى والمدعوم بالتبشير المسيحي وبعد محاولات فاشلة عدة للعرقلة أمام أنشطة تلك المبرة وتلك السيدة الإيرانية البريطانية وطردها، وضعوا لها فخًا يتمكنوا من خلاله التخلص من تلك السيدة المبشرة التي كانت تحاكي الأم تيريزا.

وذات يوم أخذت نرجس أولادها المكفوفين إلى غابة جميلة للنزهة ولكن بعد العودة تبين أن أحد الأولاد مفقود، وألقت عائلة الطفل المفقود المسؤولية على نرجس ورفعت شكوى قضائية ضدها بينما لم تقصر نرجس تجاه الطفل المفقود وتعتقد بأن ذاك الطفل ليس مفقودًا بل هناك فبركة من أجل العرقلة أمام نشاطها الخيري، أوقف القضاء الهندي نرجس واستمر البت في القضية سنتين.

إستنجدت نرجس بالسفارة البريطانية كونها مواطنة بريطانية، ولكن السفارة البريطانية لم تتمكن من فعل شيئ لحل العقدة في ملفها، ولم تجد نرجس طريقًا إلا طلب النجدة من مواطنيها الأصليين أي الإيرانيين، وفور الإستنجاد بالإيرانيين، انقلب الملف لصالحها حيث أطلق الإيرانيون حملة إعلامية دعمًا لها وتنديدا بالقضاء الهندي، وتدخلت السفارة الإيرانية وقدمت لها جميع الخدمات القنصلية وبادر وزير الخارجية محمد جواد ظريف لزيارتها خلال زيارة له لنيو دلهي، وأخيرًا أصدر القضاء الحكم على نرجس بالسجن لمدة عام ودفع غرامة مالية.

إقرأ أيضًا: الإرهاب باللغة العربية في عاصمة الفرس!

وبعد أن تيأست إيران من الإفراج عن نرجس، أوقفت 25 صيادًا هنديًا دخلوا مياهها الإقليمية خطأ، ووجدت إيران في ملف هؤلاء الصيادين قابلية للدخول في صفقة مع الهند لتبادلهم مع نرجس ونجحت إيران في الإفراج عن نرجس مقابل 25 صيادًا هنديًا.

غادرت نرجس إلى إيران يوم الإثنين الماضي ولاقت ترحيبًا شعبيًا وحكوميًا واسعًا وشكرت مساعي وزير الخارجية ظريف والدعم المالي الذي قدمه لها المرشد الأعلى، وعادت نرجس إلى أحضان وطنها وعادت إلى دين أجدادها وعبرت عن أملها بأداء حج بيت الله الحرام، ولبى المرشد الأعلى خامنئي طلبها بمنح سفرة للحج لها.

وبعد مضي أسبوع من الإفراج عن نرجس كلباسي أفرجت إيران عن 25 صياديًا هنديًا وهكذا لقنت إيران درسًا لجارتها الهند في الدفاع عن مواطنيها كما مارست نفس الأسلوب مع الولايات المتحدة في عهد الرئيس أوباما وأفرجت عن مواطنين لها كانوا سجناء لدى الولايات المتحدة.