بعد تعرض الجمهورية الإسلامية الإيرانية لهجمات إرهابية ثمة من يعتقد أن هذه الهجمات مفبركة إيرانيًا لأسباب ودوافع إيرانية عديدة
 

ثمّة شك يتاخم اليقين بأن القيادة المختصة في الأمن الإيراني هي من تقف خلف التفخيخ البشري الذي طال إيرانيين بالأمس بعد أن ارتفعت صيحات عربية وخليجية خصوصاً منددة ومتسائلة لماذا لا تتعرض إيران لأعمال إرهابية كما هو حال الدول العربية والغربية؟ شأنها في ذلك شأن العدو الإسرائيلي المعفى من إستهداف الإرهابيين وقد اجمعت الدول المعادية لإيران على أنها دولة مصنعة للإرهاب الذي يضرب في كل الإتجاهات ويستثني ايران و"اسرائيل ".
أصحاب هذا اليقين يربطون ما بين الأسباب والنتائج التي تُظهر لهم مسؤولية إيران أو مساهمتها القوية والفعلية في تصنيع الارهاب الذي يضرب ويطال الدول المعادية لإيران ويبرزون علاقة الجمهورية الاسلامية بتنظيم القاعدة المرتاح في طهران والمقيم كمستجم أمني خاصة بعد قتل بن لادن وفرار جزء من عائلته الى إيران كونها الملاذ الآمن وهناك من يرصد إمكانية أن يكون أيمن الظواهري وأتباع له موجودون في إيران كمعمل بشري أمني مماثل لأي معمل كيماوي نووي في جمهورية إيران الإسلامية.

إقرأ أيضًا: مرحبًا بقطر في الهلال الشيعي
ويضيف الشاكون بإيران علاقة مقاتليها في سورية مع تنظيم الدولة اذ لم يحصل أي اشتباك يُذكر مع داعش خاصة وأن تفاهماً كبيراً ووداً مقيماً على المحاور والجبهات السورية بين النظام السوري وبين تنظيم داعش وهناك تعايش وخدمات متبادلة بين الجهتين وقلّ ما حصل بينهما خلاف يُذكر بل إن التعاون هو الذي يحكم التنظيم والنظام.
من الممكن أن تغلق مسارب السمع عن علاقة إيران بالارهاب ومن الممكن أن تعتبر ذلك مجرد تهمة لا دليل عليها بالنسبة لك أنت الكاره لاحتمال ارتباط إيران بالارهاب ولكن هذا لا يغير شيئًا من الواقع الذي يستند اليه هؤلاء المتطلعون إلى إيران كسبب رئيس في صناعة ودعم العمل الارهابي طالما أن الولايات المتحدة الاميركية صرحت بأن ما تعرضت له إيران من تفجير هو نتيجة مسؤوليتها عن الإرهاب وطالما أن القمم العربية والاسلامية تندد دوماً بدور ايران ومسؤوليتها المباشرة عن الارهاب الذي تتعرض له المنطقة والعالم وطالما أن إيران لم تساعد على التخلص من لوثة التدخل في شؤون الدول فإن الغيّ العربي سيبقى يلاحقها ويصفها بما هي فيه وبما هي لا طاقة لها به.
اذاً نحن لا نؤمن بدين المعتدين على إيران ونرفض التعدي عليها بما لا يليق بها كثورة لتحسين الشروط الاجتماعية للمستضعفين ولا كدولة تبحث عن مصالحها وفق شبكات قانونية وشرعية كونها متنكرة للذات ومتعالية عليها ومرتبطة بمصالح كونية أبعد ما تكون عن حطام زائل لا محال.

إقرأ أيضًا: من يواجه بري يصبح زعيمًا (حزب الله – التيّار الحرّ ) نموذجًا
إن إيماننا بإيران يدعوها الى البحث عن خيارات وطرق لا تعتمد أدوات الموت التي تختارها الدول المنتجة لأسلحة الموت ولا الأساليب التي تحرص عليها الدول المعادية لها لأن في ذلك هلاك وهنا تبدو الدولة العبرية أكبرمثال فهي الدولة الأقوى في منطقة الشرق الأوسط وتقف خلفها و أمامها وعن يمينها وعن شمالها الدول الغربية كافة ولأنها اختارت أدوات الحرب ولم تنحاز الى السلام الذي تستعديه مازالت تعيش تحت عبء وكابوس الحرب وهي منذ الإحتلال لم تنعم بنعم ما فيها من نعيم وهي مجرد ثُكنة عسكرية تحرس نفسها حتى من الصوت.
طبعاً نحن في واد وغيرنا في واد آخر وإن كان غير ذي زرع كما تشير المعاينة لطبيعة التصحر السياسي المنتشر في الخطابات" المتعنترة " لدى أحزاب حُب الحروب لقد أهلكوا العراق ودمروا سوريا واليمن وليبيا ومع ذلك تُصر قوى الصاروخ والطائرة على الدمار الشامل حتى لا يبقى على البسيطة العربية أحد من أمّة لم تقاتل يوماً عدواُ وإنما أتقنت فن الجهاد ضدّ نفسها باسم الطوائف والملل والمذاهب وتقرباً منها لأعدائها من شياطين الأرض وباسم الإله الذي أسكنوه عروش الملوك وكراسي الرؤساء وغار حراء الصحابة والفقهاء.