قالت وزارة الخارجية الأميركية إنها تخشى أن يؤدي استفتاء غير ملزم على الاستقلال تعتزم سلطات إقليم كردستان العراق إجراءه هذا العام، إلى صرف الانتباه عن «أولويات أكثر إلحاحاً» مثل هزيمة متشددي تنظيم «الدولة الإسلامية» (داعش).
وكان رئيس إقليم كردستان العراق مسعود البارزاني أعلن خططاً بإجراء استفتاء في 25 أيلول (سبتمبر) المقبل.
وفي حين أشارت الخارجية الأميركية في بيان أمس (الخميس) إلى أنها تقدر «التطلعات المشروعة» لمواطني كردستان العراق، قالت إنها تدعم «عراقاً موحداً يقوم على النظام الاتحادي وينعم بالاستقرار والديموقراطية». وذكرت أيضاً أنها عبرت للسلطات الكردية عن مخاوفها في شأن الاستفتاء.
وجاء في بيان الوزارة: «نشجع سلطات الإقليم على الدخول في حوار مع حكومة العراق في شأن... القضايا المهمة بما في ذلك مستقبل العلاقات بين بغداد وإربيل على أساس الدستور العراقي».
من جهتها، قالت ألمانيا إنها تشعر بقلق من أن خطط إقليم كردستان العراق إجراء الاستفتاء قد تؤجج التوتر في المنطقة.
وقال وزير الخارجية الألماني زيغمار غابرييل في بيان: «بوسعنا فقط أن نحذر من اتخاذ خطوات أحادية الجانب في هذه القضية. وحدة العراق في خطر كبير». وأوضح أن «إعادة رسم حدود الدولة ليس هو الطريق الصحيح وقد يؤدي إلى تفاقم الموقف الصعب والمضطرب أصلاً في أربيل وبغداد أيضاً».
ودعى غابرييل «كل الأطراف إلى السعي إلى الحوار وإيجاد توافق للتعامل مع القضايا المعلقة وعدم إشعال الصراعات مجدداً في المناطق المتنازع عليها بين أربيل وبغداد».
وأشار وزير الخارجية إلى أنه من الضروري الحفاظ على الوحدة داخل العراق لدعم الحرب المستمرة ضد تنظيم «الدولة الإسلامية». وقال: «لم يتحقق النصر بعد في الحرب ضد الدولة الإسلامية، ومعاً فقط نستطيع اتخاذ الخطوات التالية والتي ربما تكون الأكثر أهمية في التعامل مع التحديات المقبلة».
وتعد ألمانيا شريكاً رئيساً لأكراد العراق، وقدمت لهم 32 ألف بندقية هجومية ومدافع رشاشة وغيرها من الأسلحة تقدر قيمتها بحوالى 90 مليون يورو، منذ أيلول (سبتمبر) 2014. ويتمركز حوالى 130 جندياً ألمانياً في أربيل لتدريب قوات «البيشمركة» الكردية.
وكان رئيس الائتلاف الشيعي الحاكم في العراق أبلغ «رويترز» في نيسان (أبريل) الماضي أن الائتلاف سيعارض الاستفتاء الكردي. وقال المسؤول الكردي الكبير هوشيار زيباري إن الاستفتاء المتوقع أن يحظى بالموافقة سيعزز موقف الأكراد في محادثات تحديد المصير مع بغداد ولا يعني إعلان الاستقلال الفوري.
ويلعب الأكراد دوراً رئيساً في الحملة التي تقودها الولايات المتحدة ضد تنظيم «الدولة الإسلامية».