منذ أيام قليلة التقى رئيس المركز العربي للحوار الشيخ عباس الجوهري برئيس حزب القوات اللبنانية الدكتور سمير جعجع حيث جرى التداول بآخر المستجدات السياسية في البلاد، وجرى التطرق إلى المشاورات الجارية حول قانون الإنتخاب، وصرح الشيخ الجوهري بعد اللقاء: إستعرضنا إمكانية العمل على إيجاد مناخ من المشاركة الواسعة بعيداً عن التفاصيل اللاحقة، ولكن نريد أن نقول أن هناك مساحة قريبة في القانون النسبي يُمكن أن نوصل من خلالها بعض الأصوات المستقلة من البقاع إلى الجنوب وجبيل وبعبدا وفي كل الأماكن التي يُمكن أن يكون للصوت الشيعي المستقل حضور، إذ يجب بلورته وجمع ما أمكن من الكوادر الشيعية الفاعلة ذات الوزن والحضور لكي نتمكن من التواصل مع كل الأفرقاء السياسيين في لبنان، ونحن لسنا منغلقين على أحد، لقد بدأنا مع القوات اللبنانية وسنتواصل مع كل المكونات على الساحتين المسيحية والإسلامية.

إقرأ أيضًا: الشيخ عباس الجوهري بعد لقائه الدكتور جعجع : لقانون عادل يُوصل الجميع إلى الندوة البرلمانية

هذا اللقاء وفور ما نشر على الصفحات الإخبارية في مواقع التواصل الإجتماعي شهد جملة تعليقات من جمهور حزب الله أقل ما يمكن أن يقال فيها أنها رخيصة ولا تشبه إلا مطليقها من جمهور لا يتقن إلا لغة السباب والشتيمة من جمهور لم يترب إلا على الحقد والكراهية لكل من يخالفه الرأي.
إن جوقة الشتامين من جمهور حزب الله لا ترى إلا بعين واحدة، أو هي لا تعمل إلا بإيحاء من غرفة العمليات الاعلامية التي أضحت وظيفتها معروفة ومكشوفة لا تلاحق إلا الأحرار في رأيهم وقراراتهم، ولا تتعب من التجسس والمراقبة لتعطي الإيعاز بحفلة الشتائم والسباب بحق هؤلاء الذين رفضوا أن يكونوا مجرد أدوات في المشروع المدمر لولاية الفقيه الذي جعل من الشيعة مجرد أدوات ووقود لمشروعه التوسعي والإقصائي.
إن لغة السباب والشتائم ترتد على صانعيها في حزب الله وهم الذين يعقدون الصفقات واللقاءات هنا وهناك، وقد نسي هذا الجمهور الوقح كيف التقى أمينه العام حسن نصر الله برئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع وكيف يلتقي وزراء الحزب ونوابه بممثلي حزب القوات بابتسامات عريضة وأحايث لا تنتهي وهل يحق لحزب الله ما لا يحقّ لغيره؟ أم هي سياسة الإعتراض وقطع الطرق على غير الحزب من التواصل مع كل مكونات المجتمع اللبناني.

إقرأ أيضًا: الإرهاب باللغة العربية في عاصمة الفرس!
تواصل مباشر آخر يوم أمس بين حزب الله والقوات اللبنانية عبر معاون الامين العام للحزب حسين الخليل والنائب جورج عدوان وتبادلا النقاشات السياسية حول قانون الإنتخباب وغيره، هل تحرر جورج عدوان من القوات حتى يجتمع معه حسين الخليل؟ أم أن لحزب الله فقط حق الإجتماع مع من يسميهم الخونة والعملاء؟!! أم أن لمصالح الحزب حسابات أخرى على هذا الجمهور أن يتجاوزها ويقبلها؟ فيما يكيل التهم والسباب والشتائم إلى الآخرين الحريصين على التواصل والتفاهم مع كل مكونات المجتمع اللبناني، هؤلاء الآخرون الذين رفضوا الإنصياع لقرارات الموت وسياسات التهور التي ينتهجها حزب الله في لبنان والمنطقة.