لقد ملت يدي من الكتابة.. ومل عقلي من قراءة أخبار جرائم القتل شبه اليومية.. وملت أعيني من النظر إلى صور الذين رحلوا في ريعان شبابهم.. ومل قلبي من الحزن عليهم.. حقًا لقد بدأت أيأس.
وتتوالى الجرائم التي حصلت في الأسبوع الأول من شهر حزيران 2017:
ففي الأول من حزيران إستفاقت مدينة بعلبك على وفاة الطفلة لميس نقوش (8 سنوات) بعد إصابتها في رقبتها برصاصة طائشة خلال إطلاق نار باتجاه منزل والدها الكائن في محلة الشراونة، إثر خلاف فردي بين حسن نقوش والمدعو (م.و).
وفي 3 حزيران توفي اللبناني "علي.ح" متأثراً بطلق ناري برأسه أصيب به داخل مستودع في مخيم البداوي من دون معرفة الأسباب أو هوية مطلق النار.
وفي اليوم ذاته هزت جريمة قتل مُروعة قضاء المتن الأعلى بعد مقتل الشيخ نضال الدنف على يد مشهور الدنف في حادثة إستثنائية تُعتبر الأولى من نوعها في القضاء، إثر تلاسن حاد حصل بينهما في المحكمة الروحية الدرزية أمام مبنى بلدية بعلشميه قضاء بعبدا وسرعان ما تطور إلى اشكال ثم اطلاق نار.
وفي 5 حزيران وجد الشاب إيلي كريدي (26 عامًا) مقتولًا طعنًا بالسكاكين عند مدخل مبنى ملاصق للمبنى الذي يسكنه مع ذويه في أدونيس, قرب صيدلية "سانت ريتا".
وفي 6 حزيران قضت الشابة آية حسين رحمون من بلدة العين في البقاع الشمالي جراء إصابتها عن طريق الخطأ بطلق ناري في الرأس من مسدس حربي كان يلهو به أحد أنسبائها داخل منزل والديها في البلدة. 

إقرأ أيضًا: الرصاصة بلغت سن الرشد.. لم تعد طائشة!!
وفجر اليوم الأربعاء 7 حزيران، ونتيجة السلاح المتفلت وغير المضبوط، جريمة قتل مروّعة على أوتوستراد الدورة، أدّت إلى مقتل الشّاب المهندس روي حاموش (24 عامًا).

وفي تفاصيل الجريمة، وفق ما أفادت المعلومات أنه وأثناء توجه روي، وهو طالب الهندسة في جامعة الروح القدس وصديقه جوني نصار بسيارتهما من نوع bmw إصطدمت بسيارة اخرى من ذات النوع في منطقة جل الديب، فحصل تلاسن بين روي وجوني ومن كان في السيارة الأخرى، قبل أن يعود روي وجوني ليكملا طريقهما، وعند نقطة الكرنتينا، تفاجأ جوني نصار الذي كان يقود الـbmw بالسيارة خلفه، عندها حاول الهروب منها، ودخل في طريق غير نافذ، فلحقت به، ونزل منها أحد الشباب وصوب مسدسه على رأس حاموش وأطلق النار عليه فأرداه، عندها لاذ جوني بالفرار، فأطلق القتلة النار عليه لكنه لم يصب.
وظهر اليوم أيضًا أقدم مجهول على إطلاق النار على المدعو إسماعيل ز. وهو في العقد الرابع من العمر في بلدة رياق فأرداه قتيلًا، وفي التفاصيل، فقد كانت سيارة مجهولة تترصد إسماعيل امام منزله في رياق منذ الصباح، ولدى رؤيته أقدم المسلح على إطلاق النار عليه فأوقعه أرضًا وبعدما شلت حركته، ليعود ويقتله مجددًّا، فقد اقترب المسلح منه وأطلق عليه 3 رصاصات في الرأس قتلته على الفور، بالإشارة إلى أن إسماعيل قد أطلق سراحه منذ قرابة الشهر بعد سجنه مدة 11 عامًا بسبب جريمة قتل، ويبدو أن الجريمة اليوم أتت على خلفية الأخذ بالثأر.
ربما لا حاجة لنا في الإستعانة بأرقام الإحصاءات لتحسس هول الواقع، فما تحمله الأخبار اليوميّة عن جرائم القتل، بات يُحتّم علينا التوّقف مليًّا أمام سيول الدماء السائلة في مختلف المناطق اللبنانية، علّنا نفهم المسببات ونقترح بعض الحلول.