بعد إفطار قصر بعبدا، الذي دعا إليه رئيس الجمهورية العماد ميشال عون نهار الخميس 1 حزيران لمناسبة حلول شهر رمضان المبارك، وفق تقليد سنوي غاب عن القصر الجمهوري منذ أكثر من ثلاث سنوات بسبب الفراغ الرئاسي، والذي ضم 270 شخصية سياسية وديبلوماسية ودينية وإجتماعية.
سادت حالة من الإيجابية حول قُرب خروج قانون اإنتخابي إلى النور قبل 20 حزيران الجاري بعد الحديث عن موافقة الأطراف على طرح النسبية الكاملة على أساس خمسة عشرة دائرة، والذي إنتقل تلقائيًا إلى المرحلة التالية المتمثلة بتوليده، وهذا يتطلب سلوك معبرَين إلزاميَين:
- الأول عبر الحكومة التي يفترض أن تقارب الصيغة النهائية للقانون النسبي في جلسة تعقدها منتصف الأسبوع المقبل.
- والثاني عبر مجلس النواب الذي يفترض أن يجتمع بهيئته العامة في جلسة خلال الأسبوع المقبل (السبت 10 حزيران)، إلا أن ذلك مرهون ببتِّ بعضِ التّفاصيل الأساسية في القانون، أو في جلسة تُعقد في الأسبوع التالي، تحديدًا يوم الإثنين 12 حزيران الجاري".

إقرأ أيضًا: بشامون تنتفض على العمالة السورية
وقد أعطى كل من الرؤساء الثلاثة عون، بري والحريري دليلاً إيجابياً، وذلك بعد الإتفاق على كادر قانون الإنتخابات أثناء الخلوة الرئاسية، هذا وستتولى لجنة مختصة دراسة التّفاصيل والأمور النهائية.
وقد تمّ الإتفاق على النسبية وفقاً لـ15 دائرة، أما الإتفاق على التفاصيل فسينجز قبل إنتهاء ولاية مجلس النواب.
إن هذا التّفاؤل الإنتخابي، ظهر في كلمة الرئيس عون خلال الإفطار، إذ أعلن أن "إنجاز قانون الانتخابات، خلال الأيام الآتية، سيكون بداية إستعادة الثقة لأنه سيُبرهن عن إرادة تحسين التّمثيل الشعبي وجعله أكثر توازنًا أفقيًا بين مكوّنات الشعب اللبناني، وعموديًا داخل كل مكوّن بحدّ ذاته".
ومن جهته عبّر عضو كتلة القوّات اللبنانية النائب جورج عدوان عن فرحته بقُرب إنجاز القانون، قائلًا: "اليوم صار فيّي قول رح يكون عنّا قانون جديد".
وعلّق عضو اللقاء الديموقراطي النائب وائل أبو فاعور بالقول: "هذه هي المرّة الأولى التي يختار فيها النواب ناخبيهم".
كما وقال وزير الداخليّة نهاد المشنوق: "إن أجواء الإتصالات الجارية حول قانون الإنتخابات النيابية على أساس النسبية إيجابية للمرة الأولى وجدية". 

إقرأ أيضًا: منطقة البقاع والتحديات الأمنية
وفي هذا السياق، تُشير المعلومات إلى "أن الأجواء الرئاسية والسياسية مريحة بشكل عام، وكلّ الأطراف السياسية التي كانت عالقة في حلبة الإشتباك في الأيام القليلة الماضية، قد خرجت من خلف متاريسها، وإنتقلت من ضفّة التباين إلى ضفة التهدئة والتفاهم، تَجمعها نظرة واحدة إلى القانون الجديد كإنجاز وطني لا ربحَ فيه لطرف على آخر، ولا لفئة على أخرى، بل إنّ الكلّ رابحون، والرابح الأساس هو البلد الذي بات على عتبة قانون يعيد إنتظام الحياة السياسية والنيابية ويركّزها على أسُس سياسية وتمثيلية سليمة".
إذَا شكّل إفطار بعبدا الذي أقامه الرئيس عون منذ أيام، فرصة مهمة لطي صفحات الخلاف، ومحطة لكتابة صفحات جديدة من العلاقات بين الأفرقاء اللبنانيين.