إذا استمر التصعيد كما هو عليه اليوم بين حزب الله وإسرائيل، فإن الحرب واقعة لا محالة. لكن اندلاع مثل هذا الصراع قد يؤثر على مصالح دول عظمى كالولايات المتحدة، فالانفلات الشامل سيضرها حالياً.

تنطلق صحيفة وول ستريت جورنال من هذه الفرضية، وتشير إلى أن لبنان اليوم على مفترق طرق. فالقرارات التي يتخذها الرئيس الأميركي دونالد ترامب الآن يمكن أن تساعد في منع وقوع حرب مدمرة بين إسرائيل وحزب الله. هذه الحرب من شأنها أن تلحق ضرراً بالغاً بلبنان، ويمكن أن تورط الولايات المتحدة في اشتباك معقد ومكلف آخر في الشرق الأوسط. وتعرض حياة الأميركيين في المنطقة للخطر.

الحرب بين إسرائيل ولبنان يمكن تجنبها، وفق الصحيفة، إذا تحرك العالم الآن مع القيادة الأميركية. فقدرة حزب الله على زعزعة الاستقرار في المنطقة تنبع من فشل قرار مجلس الأمن الدولي الرقم 1701، وعجز قوة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان، أي اليونيفيل، التي كُلفت بابقاء جنوب لبنان خالياً من المسلحين والأسلحة ومنع استخدام المنطقة لأنشطة عدائية.

ومثل العديد من قرارات الأمم المتحدة، كان القرار 1701 غير فعال تماماً. فالحزب اليوم أقوى بعشر مرات مما كان عليه في العام 2006، وبنيته التحتية العسكرية تنتشر في كل لبنان. مع ذلك، تدعي اليونيفيل أن لا علم لها بتسلح الحزب في جنوب لبنان. وتصف الصحيفة تقرير اليونيفيل الصادر في آذار 2017 بالسخيف، حين أشار إلى أنه "حتى الآن لم يتم تزويد اليونيفيل بأي دليل على نقل أسلحة غير مصرح بها إلى منطقة عملياتها".

ولمنع السيناريو المدمر الذي قد تشهده المنطقة إذا بقيت الأمور على حالها، تطالب وول ستريت جورنال الإدارة الأميركية بأن تسعى للحصول على قرار من مجلس الأمن الدولي لتعديل القرار 1701 وتزويد اليونيفيل بسلطات صريحة لنزع سلاح حزب الله ونزع السلاح من جنوب لبنان بموجب الفصل السابع من ميثاق الأمم المتحدة. وهو القسم الذي يتناول تنفيذ السلام بالقوة. وتستمد الونيفيل حالياً ولايتها القانونية من الفصل السادس الذي يتناول حفظ السلام. وتساعد عمليات حفظ السلام حالياً، وفق الصحيفة، في الحفاظ على الأعمال التجارية في الجنوب. لكنها لا تفعل شيئاً يذكر لإنفاذ السلام.

وترى الصحيفة أن دافعي الضرائب الأميركيين يدفعون ثمن فشل الأمم المتحدة في لبنان. إذ تدفع الولايات المتحدة 43٪ من ميزانية اليونيفيل السنوية البالغة 488 مليون دولار. وعلى الكونغرس أن يجعل هذا التمويل مشروطاً بالأداء.

كما أن الحرب بين لبنان وإسرائيل ستضر بالمصالح الروسية في سوريا. لذلك، يمكن لفلاديمير بوتين أن يقتنع بالمساعدة في كبح جماح حزب الله. وبالنسبة إلى الدول العربية، بقيادة السعودية ومصر، فإن احتواء حزب الله وإيران يُعد أولوية. وينبغي لأوروبا أن تتوق إلى تجنب نشوب حرب من شأنها أن تؤدي إلى تفاقم أزمة اللاجئين. وفي الوقت نفسه، فإن إيجاد أرضية مشتركة بشأن قضية لبنان وسوريا يمكن أن يعزز التعاون بين إسرائيل والدول العربية، التي تبحث عن حل دائم للمشكلة الإسرائيلية الفلسطينية.

ولأن الوضع بالغ الخطورة، تختم الصحيفة بالقول إن ترامب ووزير الخارجية الأميركي ريكس تيلرسون لديهما فرصة تاريخية للقيام بالشيء الصحيح، في الوقت المناسب، في المكان المناسب، لإظهار أن التدخل الديبلوماسي الأميركي اليوم يمكن أن يمنع الحاجة لاتخاذ قرارات فظيعة بشأن التدخل العسكري الأميركي غداً. 

 

سامي خليفة