إذا استمرّ معدل الأخطاء الفنيّة داخل المسلسلات بنفس وتيرة الأسبوع الأول من الشهر الفضيل، فمن المؤكد أن دراما رمضان للعام 2017 ستدخل موسوعة الأرقام القياسية للأخطاء الكارثية، خاصةً وأن الأمر لم يتوقف عند حدود مسلسل أو اثنين، وانما اتّسعت الظاهرة لتشمل معظم المسلسلات وكأنه وباء أصاب صناع المسلسلات.

قضاة عظماء بالأسمنت المسلح
الدراما التاريخية تستند مصداقيتها بالأساس على الديكور والأزياء والسيناريو المحكم، وللأسف وقع صنّاع مسلسل "قضاة عظماء" الجزء الثاني في خطأ ساذج لا يقع فيه مبتدىء بعالم الإخراج عندما تمّ تصوير أحد مشاهد الحلقة الثالثة وجمع بين الفنانة سوزان نجم الدين وأحد الممثلين وفي الخلفية سور من الأسمنت المسلّح الذي لم يظهر للوجود إلا مع القرن الماضي، المشهد استمرّ لمدّة ثلاث دقائق كاملةً دون أن يلاحظ أحداً الخطأ، علماً بأن بقية مشاهد المسلسل تلتزم بطراز البناء في الحقبة التاريخية التي تجري بها أحداثه.

أرض جو
الحلقة الثالثة من مسلسل "أرض جو"، شهدت خطأ "مضحك" يتحمل مسئوليته المخرج محمد جمعة. ففي مشهد تحقيق الممثل أحمد فهيم مع الفنان يوسف عثمان بعد اختطاف شقيقه الطائرة، ظهر فهيم وهو يشعل سيجارة بـالمقلوب، وفي المشهد التالي مباشرةً، ظهر فهيم وهو يدخن السيجارة بشكل طبيعي، وكأن لم يحدث شيئاً، ويبدو أن المخرج لم يلاحظ الخطأ أو تكاسل عن تصحيحه بإعادة تصوير المشهد الأول.

ظلّ الرئيس
رغم الإشادة المتزايدة بالجهد المبذول في مسلسل "ظل الرئيس" وخاصةً من الممثل ياسر جلال، إلا أنه وقع في خطأ لافت يتحمل مسؤوليته مع مساعدي الإخراج وهو الظهور في مشهد وساعة اليد واضحة تحيط بمعصمه الأيسر، وفي المشهد التالي مباشرةً من المطاردة ظهرت اليد بدون الساعة التي اختفت في ظروفٍ غامضة.

"ظل الرئيس" شهد كارثة أخرى وصاحبتها هذه المرة الفنانة علا غانم حيث استعانت بالدموع الصناعية لتصوير مشهدها المؤثر داخل المستشفى، ولكن يبدو أن النقط لم تكفِ إلا عيناً واحدةً، ظلت تبكي طوال المشهد بينما العين الأخرى بلا دموع!

الزيبق
من سوء حظ صنّاع مسلسل "الزيبق" أن أحداثه تدور عام 1998 وهو عام استثنائي في تاريخ الشعب المصري وخاصة عشاق كرة القدم، ففيه حصل المنتخب المصري على بطولة كأس الأمم الإفريقية للمرة الأولى بعد غيابٍ طويل، والمسلسل استعرض الحدث الشهير ولكنه وقع في أخطاء كارثية أوّلها عرض قميص حديث للمنتخب باللون الأحمر بدلاً من القميص الشهير وقتها باللون الأخضر، والمأساة الأكبر أن أسماء لاعبي المنتخب على القمصان كانت لنجوم المنتخب الحالي محمد صلاح والنني بدلاً من نجوم المنتخب الذهبي حسام حسن وحازم أمام وأحمد حسن.
الكارثة الأكبر كانت في بناء السيناريو على فكرة أن البطل كريم عبد العزيز محترف اختراق السيرفرات والشبكات وساهم في الترفيه عن أهل الحارة بإذاعة مباراة النهائي، علماً بأن التشفير لم يكن موجوداً وقتها لبطولات كرة القدم، ونهائي كأس الأمم الإفريقية عُرض عبر القنوات الأرضية للتلفزيون المصري، لعدم انتشار أطباق الدش في هذا الوقت.

وحتى الآن لم يحسم مصير الخطأ الثالث وهو ظهور الفنان هادي الجيار بالشراب داخل مكتبه طوال الوقت، وكأنه لواء وصاحب شركة كبيرة ولا يملك حذاء!

وضع أمني
ورش الكتابة هيمنت على تأليف دراما رمضان 2017 وتلافياً للأخطاء يتولى كاتب كبير الإشراف على كلّ ورشة لضمان عدم وجود مشاهد متناقضة، ولكن يبدو أن هذا المشرف غير موجود في مسلسل "وضع أمني" ففي الحلقة الخامسة ظهرت الإعلامية سناء المصري والتي قدّمت دورها الفنانة إيمي سالم، وأبدت اندهاشها من شخصية الإرهابي حسن الغريب "عمرو سعد"، بعدما أزال الغطاء عن وجهه، علماً بأنها نفسها في الحلقة الثانية كانت تشاهد صوراً له التقطها مصور من القناة التي تعمل بها "سناء" أثناء تفاوضه مع رجال الأمن.

رمضان كريم
التصوير ليلاً ونهاراً للحاق بموعد العرض يبدو أنه أثّر على المخرج سامح عبد العزيز فلم يعد يعرف الفرق بين الليل والنهار داخل أحداث المسلسل، وهو ما عرضه لسخرية المشاهدين في الحلقة الثانية، فقد ظهر الفنان شريف سلامة مع محمود الجندي وسلوى محمد علي في مشهد داخلي أعلن فيه عن خروجه "مساءً" لشراء سحور رمضان، وعندما خرج للشارع كان المشهد "نهاراً"، ثم عاد للمنزل ليعود الليل مرةً أخرى!