وصلني عبر تطبيق الواتس آب هذا الصباح مقطع فيديو من شخص أكُن له كل الإحترام، يعرف المحبة و الصدق ويذّكر كل أصدقائه بها دائم، شاهدت هذا المقطع الجميل بكل ما يحويه من معاني إنسانية وقيم راقية والتي أن دلت على شيء فإنها تدل على الإنسان وتحمل عبق المحبة والإحترام والقناعة الموجودة في قلب كل فقير لله " أي الإنسان "، فبعد أن تابعته وحضرته عدة مرات بدأت أقرأ وأفهم معاني الصدق والأمانة وكيف أنها نور يضاء في درب كل محب وصادق وأمين، بسرعة  بدأت أبحث في الإنترنت عن مصدر هذا الفيلم لأعرف بأنه من إنتاج مجموعة من طلاب أكاديمية الفنون المعهد العالي للسينما والذي حاز على جائزة الفيلم القصير المعبر، هذا الفيلم القصير المصري المستوحى من حياة غاندي السياسي البارز والزعيم الروحي للهند خلال حركة إستقلال الهند الذي لطالما شهد التاريخ له بنضاله وثوراته العديدة على الظلم والفقر وبأدبه وقيمه الراقية وبمحبته إلا محدودة، وبعد محاولة لمعرفة من المخرج لهذا العمل الرائع فوجدت بصفحات الإنترنت المخرجة سارة رزيق التى عملت جاهدة لإظهار المشاعر الجياشة وطبعًا بمساعدة فريق عمل توجه له كل التحية.  

إقرأ أيضًا: مخزومي الأوّل في بيروت: هكذا جعلته زعيماً إحصاءات ربيع الهبر
القصة أو المقطع و ما يحمله من إظهار لأهمية إرتقاء الإنسان بالقناعة التى هي كنز لكل امرء عرف قيمتها وحافظة عليها بالقيم الإنسانية في حياتنا اليومية إذ أننا نشهد تحولات جذرية لمجتمعاتنا ونرى كيف صارت قيم الغش والحقد والظلم والسرقة باتت تتفشى كمرض خبيث، والقصة إن تابعتها لكانت لامست قلبك، لتدرك بأن الإنسان بحاجة إلى أخيه الإنسان فالحياة مدرسة إن أردت أن تتعلم منها لعرفت أن الصبر أول دروسها، فهناك وصف لحياة الفقراء فالفقير كان يرتدي نعالًا ممزقًا و في نفس الوقت صار لديه فرصة الحصول على قطعة من حذاء جديد ولكن أبى أن يأخذه أسرع ليعطيه لصاحبه ألا وهو الطفل الغني، فكيف لصغير عمره 5 أعوام يركض بصدق ويابى إلا أن يعطي صاحب الحذاء حذاءه هذه هي الحياة، إنها طهارة القلب و براءة الأطفال، في هذه الحقبة تشهد إنعدامًا لهذه الأفكار النابعة من الذات والنفس فقط، أصبحنا في عصر كل الناس ذئاب ينتظرون لإفتراس بعضهم البعض، والعقل أصبح محكمًا بالغرائز والشهوات، ومراد هذا الفيلم هو الكشف عن ظاهرة الفقر التي تكبر سنة بعد سنة وعام بعد عام، ومع إزدياد عدد سكان الأرض ومع تقاعص الدول بتأدية دورها نرى أن أكثر البلدان العربية ذات الثقل السكاني تقع في مرتبة متأخرة من حيث التنمية البشرية وهذا يؤدي إلى ظاهرة الفقر بين دول العالم ومع إنهيار الطبقة الوسطى العربية التي شكلت شريحة أساسية في المجتمعات العربية، ما أدى إلى تراكم الفقراء في أحزمة البؤس المحيطة بالمدن كما وأدت إلى تفاقم الهوة بين الأغنياء والفقراء، في الحياة لدينا دروس كبيرة تعلمنا الكثير من الأشياء التي في الواقع من أي إستخدام لنا.. بدلًا من مجرد عقد على ذلك يمكننا أن نعطيه لشخص يحتاج أكثر من ذلك بكثير منا ليظهر بشكل جميل.

إقرأ أيضًا: متى ستندلع الحرب القادمة بين حزب الله وإسرائيل؟
ختامًا على البشر أن يتطلّعوا بعيون التعطش إلى التطور والتقدم والإرتقاء والتخلص من هذا الفكر البغيض، الذي بدأ ينتشر في عصرنا من سرقة وكذب ونفاق دعونا يومًا لأن نراجع أعمالنا ونرى الأخطاء حبذا لو نعيش حياتنا كالصغار بجمالهم و برائتهم و إحترامهم الكبير، حبذا لو أن البشر إحتفظوا بقيمهم النيّرة كالنخوة والشجاعة والشهامة والمروءة والكرم فلا بد من وجود خطة لخلاصنا من هذه السقطة الأخلاقية والتحول إلى أناس أكثر ليونة بعيدًا عن التكفير الذي أصبح آفةً في مجتمعنا اليوم، لا بد لنا أن نعود إلى الأمجاد...
 أما آن الأوان لنواجه أنانياتنا وننهض من جديد ونعيد ترميم إنسانيتنا؟