هل سيصفق جمهور الممانعة للشيخ تميم بعد أن مدّ يده للشيخ حسن روحاني وليس من باب المصافحة بل من أبواب التعاون المفتوح على كل ما يضرّ بسياسات السعودية ؟
 

 سؤال رسمي لشعب مازال يصدق ألاعيب الكبار وتأخذه حمية الجماعة والعشيرة فينساق وراء مواقف مدروسة جيداً من قبل أجهزة دولية مختصة في فنون الرسائل بين الدول في لحظة يظنّ فيها الكثيرون أن نار الحروب إشتعلت وبقيّ على الناس الإستعداد للذهاب مجاناً إلى جنّاتهم التي تنتظرهم بفارغ الصبر عند كل خطاب متحمس ومحمّس لفقراء لا يملكون أثمان دمائهم المهدورة في لبنان منذ الحرب الأهلية .

إقرأ أيضا : بالفيديو : العربية تنشر تسجيلا صوتيا لأمير قطر السابق والقذافي يدعوان فيه لإسقاط النظام السعودي
طواعية أو كرهاً سيّان عند البائع والمشتري طالما أن المصالح تقتضي ما تقتضيه من تجارة سياسية بضاعته بشر من نوعية رديئة بالنسبة للتجّار الذين يعملون في حقول الأعمال التي تضر أموالاً متعددة الرساميل في معارك تعيد رسم خارطة المنطقة وفق مشتهى إسرائيلي وحدود أميركية تماماً كما كانت عليه قبيل الربيع العربي حيث إندفع الربيعيون لإزالة معالم طريق المنطقة القديمة لصالح منطقة جديدة وبالغ آخرون في المحافظة على واقع قديم مخافة الوقوع في وحول واقع جديد يعمل لصالح المستعمر الأميركي والمحتل الإسرائيلي في حين أن المنطقة هي هي والواقع هو هو محكوم في المحافظة أو التجديد على مصالح أميركية – إسرائيلية .
في العودة إلى حمد أمير قطر أو الإخوان المسلمين ثمّة دعوة قطرية مُلحة للتعاون مع إيران كحرس ثوري وإن كانت الدعوة من باب الدولة وفي هذا تلبية لرغبة إخوانية جامحة وجانحة نحو إيران المختلفة مع الآخرين ومع نفسها خاصة بعد أن حدّد العرب والمسلمون الذين إحتشدوا في القمّة السعودية – الاميركية عدوهم والمتمثل في إيران وفي الإرهاب وكانت حركة الاخوان المسلمين مصدراً أساسياً من مصادر الإرهاب الاسلامي .

إقرأ أيضا : قطر ستواجه الحملة السياسية الإعلامية المسيئة لها
إذاً،  قمّة المملكة دفعت بالخارجين عنها وعليها الى إبداء التعاون في الملفات الساخنة وتحديداً في الدول التي تعني كل طرف من الأطراف فهمُ إخوان مصر في الدرجة الأولى ولا ريب في أن ما يتعرض له الأمن المصري عموماً والقبطي تحديداً هو من بركات مرشد الاخوان كما أن تعاون الاخوان في سورية مع إيران في أماكن نفوذهم الدمشقي والدخول في بوسطات النقل للمحاصرين في محاولة لتنظيف العاصمة ديمغرافياً وجغرافياً لصالح الأسد كان سبّاقاً للتعاون القائم بين إيران والإخوان وهذا التعاون أبعد الجماعة بكل أسمائها عن أدوارها في سورية والعراق وحايد حماس حتى في تصاريحها ومواقفها وفرض عليها الإلتزام بقواعد التعاطي المثمر بين إيران والاخوان .

إقرأ أيضا : طهران تواجه العزلة الدولية بـ'إنجازات عسكرية' لاسترضاء المتشددين
لا شك بأن جبهة إيران- الإخوان ليست بجبهة سهلة خاصة وأن لتركيا وقطر حصّة كبيرة في سياسات هذه الجبهة وهي قادرة على مواجهة الدول المحتشدة في قمّة السعودية خاصة و أن تلك الدول فاقدة لميزان العقل في المواجهة القائمة في المنطقة بحيث أن العراق مازال إيرانياً وتنظيف الإرهاب يخدم هذه السيطرة ولم يستطع العرب توظيف الإرهاب لصالح فرض صيغة سياسية جديدة تًفقد السنة شعورهم الدائم بالغرُم ومازال طيران التحالف يقصف دون جدوى في اليمن وفي سورية عجز العرب عن التحرك خارج الحسابات الأمريكية ووهنوا أمام الدخول الروسي ووجدوا في إيران مادة مذهبية دسمة لتعليل خسائرهم .

إقرأ أيضا : هل بدأت الجزيرة حملة الرد على الهجوم السعودي الإماراتي؟
أمّا مصر السيسي فهو يتعلم السياسة بطرق عسكرية ميدانية أفقدته الظروف التي هيأته كيّ يكون مصرياً وطنياً لا ناصرياً قومياً يبحث عن دور إقليمي خسرته مصر منذ زمن وهو يتخبط بدماء الأبرياء والأقباط دون قدرة على حلّ المشكل مع الإخوان لا عسكرياً ولا سياسياً لذا راح صوب ليبيا ليضرب الإرهاب هناك عساه يتخلص منه في مصر .
لا شك بأننا أمام تقاطعات قديمة جديدة من شأنها أن لا تأخذ بيد المنطقة إلى دار السلام بل إلى دار الحروب لأن الجميع في هذه اللعنة وهذه اللعبة لا يتقنّ إلاّ لغة الحروب كونهم من روّاد الجاهلية الجديدة والعصبية الصنمية القبلية وإن إدعوا التطهر من رجس الأوثان .