لم يأت السيد حسن نصرالله أبدا بخطابه في مهرجان عيد المقاومة والتحرير بمدينة الهرمل بالأمس على ذكر مزارع شبعا وتلال كفرشوبا كونهما أراضٍ لبنانية لا تزال تحت الإحتلال الإسرائيلي، حتى ولو من باب التذكير أو من باب مطالبة الحكومة العمل على تحريرها، حتى بدت هذه القضية وكأنها أصبحت خارج أجندة الحزب كليا على الأقل في هذه المرحلة. 
ولطالما كنا نقول بأن الحزب بخلفيته المذهبية وبعقيدته الدينية ( ولاية الفقيه ) إنما يتخذ من الشعارات الوطنية والقضايا الوطنية مجرد ستارة يخفي خلفها مشروعه الأساسي وسبب أصل إنشائه لخدمة المشروع الإيراني بالمنطقة ليس إلا، وأن الشيعة اللبنانيين ومعهم الكثير من " الوطنيين " مغشوشين ويؤخذون من حيث لا يعلمون إلى أماكن لا يرغبون أن يكونوا فيها ومتعارضة أساسًا مع مصالحهم ومصالح وطنهم.

إقرأ أيضًا:  إسرائيل تحتفل بإنتصارنا !!!!!!!
وفي هذا السياق فإن من غير المستهجن عدم وجود أي علم لبناني في المناسبة التي من المفروض أن تكون مناسبة وطنية بإمتياز! أو أن يكون الحيز المعطى للقضايا الوطنية وما نحن فيه من مصائب ونكبات أقل من دقائق معدودات فيما يعطى النصيب الأكبر من الخطاب الوطني للقضايا الخارجية التي لا تعنينا كلبنانيين وإنما تعني فقط النظام الإيراني!
واضح أن مشكلة الإيراني في هذه اللحظة ليست هي تلوث الليطاني ولا الإنتخابات النيابية ولا هي صفقة بواخر الكهرباء، إنما هي بشكل أساسي ما يحضر لتقويض هذا النفوذ الايراني، والقمة التي عقدت بالرياض بهذا الخصوص، وبالتالي فإن من الطبيعي أن يكون الهم الأكبر عند الحزب ليس شبعا ولا هموم اللبنانيين وإنما ما يجري بحي الدراز غرب المنامة. 

إقرأ أيضًا: هل يستفيق حزب الله من سكرته؟
قد أفهم  أن هذا هو الدور الطبيعي لحزب ولاية الفقيه بأن يحمل هموم مموليه ( بحسب السيد )، ولكن من غير المفهوم هو إستمرار جزء كبير من الشيعة اللبنانيين حتى اللحظة بإغماض أعينهم والمشي خلف حزب الله،،، نحو الهاوية!!