بعيدًا عن السياسية ومشاكلها وتعقيداتها، سنكون غدًا على موعد مع بداية شهر رمضان المبارك شهر الرحمة والمغفرة، شهر العطاء والتضحية، شهر المحبة والمواساة، وليكن هذا الشهر الكريم فرصة للبنانيين جميعًا مناسبة طيبة للإلتقاء على روح المحبة والتسامح، وروح الحوار والتلاقي والوحدة.
إن الغاية من الصوم هي تربية النفس على الطاعات والفضائل، وصومها عن المعاصي والرذائل، ويعبر عن هذه الغاية في الإسلام بكلمة التقوى وهي كلمة جامعة للخير كله ولذلك ما كان مسلم أو مسلمة في إستقبال هذا الشهر الكريم إلا وفرح بلقائه.
أما وقد بلغنا هذا الشهر الكريم فلنتذكر نعم الله علينا ونشكره ونتذكر  أناسا حالت بينهم وبين الصيام والقيام الآلام والأمراض والأسقام.
وليكن هذا الشهر الكريم عهدا وميثاقا بيننا وبين الله على السير إليه والتقرب بطاعته، وأن نعقد النوايا على إصلاح القول والعمل في السر والعلن، فلا يكون الصيام فقط بالإمتناع عن المعاصي والخطيئات، بل يكون أيضًا بفعل الطاعات والخيرات وبكل أنواع القربى إلى الله، وهي معروفة ومذكورة في الكتب المختصة.
وقد جاء في خطبة النبي الأكرم (ص) في استقبال شهر رمضان المبارك :

أيها الناس من حسن منكم في هذا الشهر خلقه كان له جواز على الصراط يوم تزل فيه الاقدام، ومن خفف في هذا الشهر عما ملكت يمينه خفف الله عنه حسابه، ومن كف فيه شره كف عنه غضبه يوم يلقاه، ومن أكرم فيه يتيماً اكرمه الله يوم يلقاه، ومن وصل فيه رحمه وصله الله برحمته يوم يلقاه، ومن قطع رحمه قطع الله عنه رحمته يوم يلقاه، ومن تطوّع فيه بصلاة كتب الله له براءة من النار ومن أدّى فيه فرضاً كان له ثواب من أدّى سبعين فريضة فيما سواه من الشهور، ومن أكثر فيه من الصلاة على ثقل الله ثقّل الله ميزانه يوم يخفف الموازين، ومن تلا فيه آية من القرآن كان له مثل أجر من ختم القرآن في غيره من الشهور.
تقبل الله أعمالكم و طاعاتكم و كل عام و أنتم بخير