يصادف اليوم الذكرى السابعة عشر لاندحار العدو الإسرائيلي وانسحابه من الاراضي اللبنانية عام 2000 ويسجل هذا التاريخ كنقطة مضيئة في تاريخ المقاومة التي أثبتت حينذاك قدرة اللبنانيين على صمودهم وتحرير أرضهم من المحتل الاسرائيلي من جهة، وقدرتها السياسية والعسكرية والأمنية من جهة ثانية، وسجلت هذه المقاومة يومها حضورًا لافتًا في المجتمعات العربية والإسلامية، بالنظر إلى هذا الإنجاز التاريخي في سجل الصراع العربي الإسرائيلي.
حافظت المقاومة على مدى سنوات على هذا الإنجاز العظيم وشكلت قوة رادعة للعدو الاسرائيلي بعدما دخلت في حساباته العسكرية كقوة قادرة على صدّ أي عدوان.

إقرأ أيضًا: الحريري محاصر بين السعودية والرئيس عون
اليوم وبعد مرور 17 عامًا دخلت المنطقة العربية في أتون الثورات والحروب الأهلية والطائفية، فوقعت المقاومة في مصيدة هذه الأحداث والحروب وشكل حزب الله بقراراته السياسية مادة دسمة للإنقضاض على هذه المقاومة حيث وضعها في زواريب الحروب الداخلية العربية فأجهز عليها بنفسه فأصبحت المقاومة اليوم محل استنكار واتهام على خلفية مشاركة حزب الله النظام السوري في حربه على شعبه وأمته وعلى خلفية تدخله في أزمة اليمن والعراق والبحرين غيرها.
هذا في وقت كان من واجب حزب الله الحفاظ على هذه المقاومة وإنجازاتها وإبقائها بعيدة عن الحروب الطائفية في المنطقة، إلا أن الغرور السياسي لحزب الله أطاح بالمقاومة وإنجازتها وأصبحت اليوم هدفا للقاصي والداني لتنتهي المقاومة كسلعة رخيصة في سوق المصالح السياسية العربية والدولية.

إقرأ أيضًا: القانون النافذ هو الحل الدستوري للجدل العقيم
في عيد المقاومة والتحرير المطلوب من حزب الله اليوم قبل الغد العودة الى روح المقاومة الحقّة التي استطاعت بحكمتها وبراعتها الانتصار على العدو الاسرائيلي، والعودة إلى ثوابت المقاومة الوطنية والإنسحاب من المستنقع السوري والعودة إلى العمل السياسي والإنمائي والإجتماعي الذي يطالب به جمهور حزب الله نفسه.
إن عودة المقاومة إلى جمهورها وشعبها ووطنها هو مطلب اللبنانيين جميعًا في ذكرى التحرير  لتبقى هذه المقاومة الشعلة الوطنية المضيئة في تاريخ لبنان.